الجمعة، 15 مارس 2013

دولة المماليك ... ومماليك الدولة

بقلم : إسلام أبو المجد
نعرف المماليك , وكيف نشأوا , والأهم أن نعرف أن فكرة الإستعانة بالمماليك في الشرق منذ أيام العباسيين كانت تقوية الحاكم المستبد أمام شعبه , وعزل شعبه عن تولي مهام الحكم معه , فقد أستقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله جنود تركمان ووضعهم في الجيش كي يعزز مكانته بعد ما فقد الثقة في العرب والفرس التي قامت عليهم الدولة العباسية , بل أن نابليون بونابارت كان قوام حرسه الإمبراطوري المماليك منهم روستان حارسه الشخصي , وذلك حين كان الجيش فقط هو محور القوة في الدولة .
 ولما بدأت الدولة تحتاج للسيطرة عليها أكثر من الجيش بدأ المستبدين بتعيين المماليك في وظائف الدولة الأخرى غير الجيش , فبدأ ظهور المماليك في القضاء والشرطة والدواوين والأسواق , بل وتطورت طرق تجنيد المماليك إلى تجنيدهم من أبناء الشعب نفسه بعزل من يريدون تجنيده تماماً عن أهله وناسه حتى يكون فقط تابعاً للمستبد , فقام محمد علي بخطف الأطفال من أهاليهم لتعليمهم فى مدارس عسكرية ثم منحهم رتب وأراضى ووظائف مرموقة وأعادتهم بعد ذلك وقد أصبحوا رجال يقيمون دولة المستبد , لا يتزاوجون إلا من بينهم ولا يتشاغلون إلا بأنفسهم , وأصبحت علاقة المصالح بين المستبد ومماليكه هي مقياس قوة الإستبداد في الدولة .
وكان على كل مستبد أن يستعين بالمماليك أو تقوى شوكة المماليك ليكون من بينهم المستبد , قد يظهر أن المماليك لا يطيعون المستبد , ولكنكم تكونوا واهمون فما هي إلا ضغوط لمصالح أكبر , ولذلك كان أي تهديد لتلك العلاقة كان يتم القضاء عليه بشكل ظاهر أو مستتر , لهذا قُـتل طومان باي ومن قبله قطز والمهتدي العباسي وعمر بن عبد العزيز .
وقد أكد هذا الكواكبي في قوله : " الحكومة المستبدّة تكون طبعاً مستبدّة في كل فروعها من المستبدّ الأعظم إلى الشرطي , ولا يكون كلُّ صنفٍ إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدوهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أيٍّ كان ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبدُّ ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه" , فلا تنسوا أن سياسة التوريث بدأت في كل مكان في مصر به أي إمتياز قبل أن يعلنه المخلوع , وأصبحت دولة المماليك سرطانا ً ينتشر في جسد مصر ينخر فيها .
وحتى يسيطر المستبد على الشعب جند بعض المماليك ليكونوا علماء السلطان وتجار الدين , أي علم وأي دين ,  يعملون على تسكين الهمم , وتهميد العزم , وتدجين الرعية من اجل بقايا مائدة المستبد , فها هي أنجلترا الإستعمارية  تراسل الخليفة العثماني الذي يستصدر فتوى من قاضي القضاه بتكفير عرابي , ويرسل بآلاف النسخ منها إلى مصر بوصول عرابي إلى التل الكبير حيث عز المعمعة .
 ويختارون من العامة المتمجدون العاملون بالإدارات المستبدَّة أعوانا ً , ليصير الإنسان مستبداً صغيراً في كنف المستبدِّ الأعظم , فيتقلّد الرّجل أو المرأة سيفاً من قِبَل الجبارين يبرهن به على أنَّه جلاد في دولة الاستبداد , المتمجّدين أعداء للعدل أنصاراً للجور، لا دين ولا وجدان ولا شرف ولا رحمة , المستبد يتّخذهم سماسرة لخداع الشعب بأسم خدمة الدين، أو حبّ الوطن ، أو تحصيل المنافع العامة ، أو مسؤولية الدولة , ولهذا يُقال: " دولة الاستبداد دولة بُلهٍ وأوغاد."

وقد قال الكواكبي : " المستبدُّ يجرِّب أحياناً في المناصب والمراتب بعض العقلاء الأذكياء أيضاً اغتراراً منه بأنّه يقوى على تليين طينتهم وتشكيلهم بالشّكل الذي يريد، فيكونوا له أعواناً خبثاء ينفعونه بدهائهم، ثمَّ هو بعد التجربة إذا خاب ويئس من إفسادهم يتبادر إبعادهم أو ينكّل بهم , ولهذا لا يستقرّ عند المستبدّ إلا الجاهل العاجز الذي يعبده من دون الله ، أو الخبيث الخائن الذي يرضيه" .
وحيث يأتي ذكر الشعب في هذه الدولة يقول الكواكبي : " العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ , بهم عليهم يصول ويطول؛ يأسرهم فيتهللون لشوكته؛ ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛ ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته؛ وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً ؛ وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً؛ ويسوقهم إلى خطر الموت، فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة , والحاصل أنَّ العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل والغباوة , فإذا ارتفع الجهل وتنوَّر العقل زال الخوف , وعند ذلك لا بدَّ للمستبدِّ من الاعتزال أو الاعتدال." .
وكما يظهر في كل زمان أيبك , واقطاي , وبدران , ومراد بك ,والقاضي حلاوة , وسنقر الكلبي , يظهر قطز , وطومان باي , وعرابي , وحسن الهلالي , على الزيبق .
هذا ما وصلنا له على مر الزمان فمن دولة مماليك العسكر إلى دولة مماليك الإخوان " تحت التأسيس " , فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ , أم نصمد , ونتضامن , نقف أمام دولة المماليك , نكسر المماليك , وننكس رأس المستبد , ونقول " الثورة مستمرة " .

المصدر : محلي - الإسكندرية  


الخميس، 28 فبراير 2013

من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي ...



بقلم : إسلام أبو المجد
أثار عبد الرحمن الكواكبي في كتابه " طبائع الإستبداد وصارع الإستعباد " مسألة الفرق بين المجد والتمجد , فعرف المجد وقال : " المجد: هو إحراز المرء مقام حبٍّ واحترام في القلوب، وهو مطلب طبيعي شريف لكلِّ إنسان، لا يترفَّع عنه نبيٌّ أو زاهد، ولا ينحطُّ عنه دنيٌّ أو خامل , ولذا؛ يزاحم المجد في النفوس منزلة الحياة." , أما عن تعريف التمجد فقد قال : " التمجُّد هو أن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف المساواة في الإنسانية." .

هذا الفرق بين المجد والتمجد والموجود داخل واقعنا حتى الآن برغم كل الثمن الذي ندفعه منذ قيام الثورة المصرية , برغم الدماء والعرق والدموع والجروح , يزيد من العزيمة , ويقوي أصحاب المجد في مواجهة المتمجدين .

وبذلك تبدأ قصة هبة الله العلي  الطالبة بالمرحلة الإعدادية  صاحبة التفوق العلمي والرياضي بمدرسة أسماء بنت أبي بكر الإعدادية , أحرزت بتفوقها مقام حب وإحترام في القلوب , هبة الله العلي صاحبة مجد تستحقه , وحين آتى يوم تكريمها أنزلتها مديرة مدرستها من على منصة التكريم حتى لا تصور فإنها غير محجبة , الذي دار بتفكير هبة : " كيف تقتل أم فرحة إبنتها ؟ ... ما معنى أني لست محجبة ؟ ... ماذا لو كانت المكرمة مسيحية ؟ " , عشرات وعشرات من الأسئلة , فلم تجد سوى الإتصال بوالدها صديقها والبكاء.

ظل الأب يبحث عن سبب لما حدث ليوقف بكاء إبنته , دارت في عقله جميع الأسئلة كما دارت في عقل أبنته الصغيرة , القصة ليست قصة حجاب ويقول الأب : " دي البنت لسة صغيرة " , تذكر النقاشات التي دارت بينه وبين مديرة المدرسة من قبيل الدردشة في الأحداث الساسية الجارية , وتذكر سمعته وسمعة إبنته اللذين لا يفوتان مظاهرة واحدة حتى الآن ... حتى ضد حكم الأخوان , تذكر صوره وإبنته وهم يرفعون لافتات أرحل ضد محمد مرسي , تذكر أن مديرة المدرسة تعلن دائما ً أنها مع الأخوان , عرف السبب فبطل العجب .

مديرة المدرسة تطلب التمجد لتكون مستبدة صغيرة في كنف المستبد الأكبر , تريد أن تكون كما  يقول المثل "ملكية أكثر من الملك " لتبرهن أنَّها جلاد في دولة الاستبداد , فقد قال الكواكبي : " إنَّ التمجُّد خاصٌّ بالإدارات الاستبدادية، وذلك لأنَّ الحكومة الحرة التي تمثِّل عواطف الأمة تأبى كلَّ الإباء إخلال التساوي بين الأفراد إلا لفضلٍ حقيقي." , ولكننا لانزال في عهد الإستبداد , ما يحدث مجرد إستبدال مستبد بآخر , فوراء كل قيصر قيصر جديد طالما نعيش بثقافة العبيد .

لذلك لا يزال " حنظلة " الشخصية الكاريكاتيرية التي ابتدعها الرسام المناضل ناجي العلي مديراً ظهره عاقدا ً يديه  خلفه , أراه يقول من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي : " أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية. " لا تبكي , أنظري بعيدا ً إلى أسوار سجن برج العرب ستجدي " حسن الهلالي " الشهير بـ "حسن مصطفى" يخافون منه ولا يخاف منهم , كوني مثله وبثباتك على الحق ستخاف الجلادة منك  , ولنقول الثورة مستمرة .

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مصانع التيشيرت بدربالة تشتكي ... ودربالة تشتكي



محلي – الإسكندرية : إسلام أبو المجد 
منطقة دربالة إحدي المناطق الشعبية بشرق الإسكندرية , تتميز بسوقها الشعبي , كما تتميز بأنها من أكبر أسواق إنتاج التيشيرت بمصر , ولكن لا يزال يعاني العاملون في هذه الصناعة التي تعد عصب الحياة بالمنطقة من مشكلات كثيرة تنغص حياتهم اليومية .

قال الحاج محمد حربي الكويس أحد التجار وصاحب مصنع تيشيرت  : " الحال من سئ إلي أسوأ" ,  وأكد الحاج محمد أن الإنفلات الأمني والفساد في الموانئ أدي إلي زيادة تهريب الملابس الجاهزة ومنها التيشيرت من الصين , وأصبحت تلك المنتجات تباع بأسعار أقل من المنتج المحلي وبدأ المستهلك في الإتجاه لشرائها علي الرغم من عدم جودتها  واحتوائها علي ألياف البوليستر , مع زيادة سعر القطن المستورد قصير التيلة , وتصدير القطن المصري طويل التيلة بأسخار منخفضىة , ولذلك قامت العديد من المصانع الصغيرة والورش بإغلاق أبوابها , الأمر الذي أدي إلي زيادة أعداد العاطلين عن العمل بالمنطقة وذلك علي الرغم من وصول التيشيرت المصنع بدربالة إلي التصدير للسعودية وليبيا وقطر وعمان .

وأضاف الحاج محمد إن ذلك نتاج ممارسات النظام البائد الذي عمل علي تحطيم عظام العاملين بالقطاع لمصلحة أسماء محدودة وذلك بإستخدام سلاح التراخيص التي تطلب مستندات ومواصفات معقدة فظلت تلك المصانع والورش في غير حماية من الهجمات المتكررة عليها ,  وقال الحاج محمد أن الوضع الآن كما هو عليه في السابق نتعرض لنفس المشكلات بنفس الأساليب , ولا يوجد عمل إلا في مجال السياسة .

وقال مصطفي رجب وهو أحد تجار القطاعي : " المصانع بتنتج وبيتركن عندنا في المحلات لأن مافيش حد بيشتري السوق نايم."

وقال الحاج شعبان الزناتي أحد التجار وصاحب مصنع التيشيرت : " حل مشاكلنا في تنفيذ مطالب الثورة , خاصةً تطبيق العدالة الإجتماعية " , واضاف كيف نطالب المواطنين أن يشتروا منتجاتنا والبطالة تتزايد ,والمواطن الفقير تتزايد عليه الأعباء , وأضاف الحاج شعبان : " المواطن في دربالة ما بيقدرش يفسح عياله ويروح بيهم البحر اللي عنده أسرة 5 أفراد عاوز يدفع 100 جنيه رسم دخول وفسحة يجيب منين الفلوس دي , الثورة لازم تستمر لغاية ما تحقق أهدافها وأولها العدالة الإجتماعية ."

وقد طلب العديد من أهالي دربالة رفع أصوات سكان المنطقة بمشاكلهم إلي كل من يهمه الأمر , قال أحد المواطنين : " الصرف الصحي في دربالة كارثة بيئية  , والصيف جاي والمشكلة كل يوم حاتزيد .", وقال مواطن آخر إن شباب المنطقة يعانون من البطالة , خاصةً وسط أوضاع البلد الحالية.

المصدر : محلي - الإسكندرية  

الاثنين، 18 فبراير 2013

"حسن الهلالي" ...

"حسن الهلالي"

بقلم : إسلام أبو المجد

"حسن الهلالي" في ذاكرة المصريين هو الشخصية الرئيسية في فيلم " أمير الانتقام " وفيلم " أمير الدهاء"  والفيلمين من إخراج هنري بركات الأول بطولة أنور وجدي والثاني بطولة فريد شوقي , والقصة مأخوذة عن القصة العالمية كونت دى مونت كريستو للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما , وتدور الأحداث حول حسن الهلالى البحار الفقير الذي يتعرض لمكيدة من ويدخل على ويسجن ظلماً في احد العصور التاريخية , وما اشبه الليلة بالبارحة فهناك شعب مظلوم يئن من الإستبداد وكبت الحريات والسحل والإعتداء على النساء والرجال لكسر عزائم رافضي الظلم , وهناك والي تائه بين نفسه وإنتمائه العثماني يضع وزيره بدران ليحميه من الشعب الذي يطالب بعيش – حرية – عدالة إجتماعية وكرامة إنسانية , وكأن الفيلم يتحدث عن وضعنا الآن، و أيضا هناك معتقل المغول في الفيلم ,وهناك عشرات السجون في عصرنا الحالي مثل طرة وابو زعبل والقناطر والحضرة وبرج العرب و الغربانيات .
ويبدو أن "حسن الهلالي"  قد بعث من جديد , فهذا هو " حسن مصطفى " إبن الإسكندرية الثائر الغائب في السجن بمكيدة " إحمرار الوجنتين" , الحاضر في ضمير كل مطالب بالحق في كل ميدان , وعلى الرغم من قيود وعتمة السجن في الزنزانة 9 عنبر 23 شديد الحراسة - الدواعي الأمنية مجموعة (هـ) سجن برج العرب الاحتياطي , إلا إن عزم وحزم " حسن مصطفى " تكسر القيود وتبدد العتمة بصوته الجهوري في هتافه وإبتسامته الصافية لرفاق الطريق و الضعفاء  , وينتهز الثائر إستراحة المحارب الإجبارية في النظر بوضوح في خطوات الطريق , ويرسل رسالة إلى المناضلين الأحرار ودعاهم خلالها إلى تنظيم صفوفهم تحت تنظيم ثوري واحد حتى لا يتسلق الانتهازيين والوصوليين إلى مقاليد الحكم , وأضاف عبر رسالته : "يجب أن ننظم أنفسنا في كل محافظة ومدينه وقرية، فإن الثورة هي تغيير السلطة السياسية والاجتماعية، وإننا لم نر أي تغيير في الوضع الاجتماعي، بل ازداد سوءا، إننا نناضل من أجل انتزاع السلطة من هذه الفئة المسيطرة والمستغلة وبناء سلطة وطنية، تكون من أبناء هذا الشعب، وتكون معبرة عن مصالح الأغلبية الكاسحة من جماهير شعبنا العظيم".
إن أسباب إستهداف " حسن مصطفى "  هي نفس أسباب إستهداف " حسن الهلالي "  فإن المستبدون يخافون أشد الخوف من أصحاب الإرادة في الحق والقادرين على التغيير , وتاريخ " حسن مصطفى " يحملهم حقاً على الخوف منه , فلا تزال وقفات الشهيد خالد سعيد وضد التوريث وإسقاط أمن الدولة وكل مظاهرة وفاعلية بالإسكندرية تذكر موقفاً أو هتافاً أو دماً لحسن مصطفى .

كما تشابهت الأسباب تتشابه أساليب الخسة والتلفيق , لأنه لازال هناك نفس الوالي وألف بدران , ولكن دائما عندما يقف الحق صامداً ثابتاً في مواجهة الظلم , ذلك الثبات الذي يؤلم ويذهب عقول المستبد , فإنه يلهم أصحاب الحق , فألهمنا يا " حسن " , وأخرج لنا لنعمل على تنسم عبق الحرية .


السبت، 9 فبراير 2013

عايز تتظاهر.. اعمل نفسك مبنى

عايز تتظاهر.. اعمل نفسك مبنى
إذا كان السؤال لماذا يقوم المستبدون الحقيقيون في الغالب بأشياء غريبة ؟ فالإجابة إن الديكتاتور هو شخص خادع لنفسه بطريقة أو بأخرى، فهو يعيش وهم أن كل ما يقوم به هو الصواب , لذلك يخاف دائما من الشعب لأنه يعكس كذب ما يخادع به المستبد نفسه , فلا يكون من سبيل لتظل صورته الكاذبة أمام نفسه المريضة إلا كسر الحقيقة التي يعكسها الشعب , وعندها يبدأ القمع , فيشتري المستبد بضائع الخسة والنذالة من ضباع النظام , ويسلحهم بالأدوات اللازمة.

مشروع قانون التظاهر الذي يتم حاليا ً مناقشته في مجلس الشورى نيابة عن مجلس النواب المختص بالتشريع وفقا لدستورهم , والمقدم من وزير العدل – الذي ما دأب أثناء حكم المخلوع على التنسيق للمظاهرات والوقفات – هو أحد الأسلحة القمعية التي يتم تجهيزها للإستخدام إلى جانب التخوين والسحل والقتل , وليكون غطاء قانوني لهذه الأعمال من قبل شرطة النظام المدججة بالسلاح و العتاد من دروع ومدرعات مكهربة وغاز أعصاب وخرطوش ورصاص حي , في مواجهة الشعب خاصة بعد واقعة تجريد مواطن مصري من ملابسه التي جردت النسخة الثانية من النظام لورقة التوت التي كانت تتغطى بها .

إن مشروع قانون التظاهر مهمته الأولى تدجين المصريين ونزع همتهم الثورية أمام تهديد مستتر في النصوص , ولكن الشئ الجدير بالأهتمام في هذا القانون هو الحرص المتزايد على حماية المباني , فنذكر المادة 10 من مشروع القانون والتي تنص على " يحدد المحافظ المختص بالتنسيق مع وزير الداخلية حرمًا معينًا لا يزيد على خمسمائة متر لإقامة مظاهرة أمام ..." 11 شكل من أشكال المباني منها القصور الرئاسية والمجالس التشريعية ومقر الوزارات وغيرها , لكل مبنى حرم وحرمة 500 متر من يتعداها يكون متعديا ً بلطجياً خارجا ً عن القانون أما من يتعدى على المواطن يسحله أو يقتله أو حتى يجرده من ملابسه فهو فعل فردي , فلا حرم ولا حرمة للإنسان في أنظمة الإستبداد.

ويتزايد الإهتمام بالمباني في المادة 11 حيث ينص المشروع على "يحظر على المتظاهرين أمام المواقع المبينة بالمادة السابقة القيام بالأعمال الآتي- إقامة منصات للخطابة أو للإذاعة- إقامة خيام أو غيرها بغرض المبيت ." حرصا ً على عدم إقلاق المباني من صخب المتظاهرين نهاراً والمعتصمين ليلاُ , ويبدو أن هذا اتجاه لحماية حقوق المباني.

وتأتي المادة 14 من المشروع بالنص على أنه " لا يجوز للمتظاهرين ارتكاب أي من الأفعال الآتية :- التعدي على الممتلكات العامة أو الخاصة ... " بأعتبار أن شرطة النظام لا تتخذ تلك المباني قواعد للتعدي على المتظاهرين , وأسئلوا مباني مجلس الشعب ومجلس الشورى وكليات جامعة عين شمس بالعباسية و مدرسة الليسيه والمجلس المحلي بالإسكندرية وغيرها , يضع مُقترح هذا القانون هذه المادة وكأن المتظاهرين لديهم ثأر مبيت مع المباني يعملون على أخذه أثناء التظاهر وإلا لحقهم العار.

ومسك الختام مع المادة التاسعة عشرة من المشروع حيث تنص على أنه " لا يجوز لرجال الشرطة في تفريق المظاهرة استعمال القوة بأزيد مما ورد بالمادة السابقة ، الا إذا وقع اعتداء على النفس أو المال ... " حيث يتاح وفق القانون إستخدام الطلقات الحية وهي الوحيدة التي لم تذكر في المادة 18 , إي الوصول إلى قتل المتظاهرين دفاعاُ عن المباني ... من أنتم.

ولكن هذا ليس غريبا ً على النسخة الثانية من نظام إستبدادي بدء بإصدار من هو مقام الرئيس قرار بمنح نفسه أوسمة ونياشين , ثم قرار بإعلان كأنه دستوري وهو ديكتاتوري , ثم قرار بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول بمدن القناة الباسلة لخروجها بمطالب إجتماعية وإقتصادية وسياسية واجهه المواطنين بالتحدي والرفض , مع التلميح الدائم بالمؤامرات في الحارة المزنوقة , فتلك خيالات المستبد في كل زمان , ولذلك أنصح في حالة دخول مشروع قانون التظاهر إلى حياتنا البائسة -ليزيدها بؤسا ً كما يزيدنا إصراراً على إستمرار الثورة - عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى , ودمتم.  



بقلم – إسلام أبو المجد
المصدر : كرموز 

عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى

عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى
اسلام ابو المجد  

إذا كان السؤال لماذا يقوم المستبدون الحقيقيون في الغالب بأشياء غريبة ؟ فالإجابة إن الديكتاتور هو شخص خادع لنفسه بطريقة أو بأخرى، فهو يعيش وهم أن كل ما يقوم به هو الصواب , لذلك يخاف دائما من الشعب لأنه يعكس كذب ما يخادع به المستبد نفسه , فلا يكون من سبيل لتظل صورته الكاذبة أمام نفسه المريضة إلا كسر الحقيقة التي يعكسها الشعب , وعندها يبدأ القمع , فيشتري المستبد بضائع الخسة والنذالة من ضباع النظام , ويسلحهم بالأدوات اللازمة.

مشروع قانون التظاهر الذي يتم حاليا ً مناقشته في مجلس الشورى نيابة عن مجلس النواب المختص بالتشريع وفقا لدستورهم , والمقدم من وزير العدل – الذي ما دأب أثناء حكم المخلوع على التنسيق للمظاهرات والوقفات – هو أحد الأسلحة القمعية التي يتم تجهيزها للإستخدام إلى جانب التخوين والسحل والقتل , وليكون غطاء قانوني لهذه الأعمال من قبل شرطة النظام المدججة بالسلاح و العتاد من دروع ومدرعات مكهربة وغاز أعصاب وخرطوش ورصاص حي , في مواجهة الشعب خاصة بعد واقعة تجريد مواطن مصري من ملابسه التي جردت النسخة الثانية من النظام لورقة التوت التي كانت تتغطى بها .

إن مشروع قانون التظاهر مهمته الأولى تدجين المصريين ونزع همتهم الثورية أمام تهديد مستتر في النصوص , ولكن الشئ الجدير بالأهتمام في هذا القانون هو الحرص المتزايد على حماية المباني , فنذكر المادة 10 من مشروع القانون والتي تنص على " يحدد المحافظ المختص بالتنسيق مع وزير الداخلية حرمًا معينًا لا يزيد على خمسمائة متر لإقامة مظاهرة أمام ..." 11 شكل من أشكال المباني منها القصور الرئاسية والمجالس التشريعية ومقر الوزارات وغيرها , لكل مبنى حرم وحرمة 500 متر من يتعداها يكون متعديا ً بلطجياً خارجا ً عن القانون أما من يتعدى على المواطن يسحله أو يقتله أو حتى يجرده من ملابسه فهو فعل فردي , فلا حرم ولا حرمة للإنسان في أنظمة الإستبداد.

ويتزايد الإهتمام بالمباني في المادة 11 حيث ينص المشروع على "يحظر على المتظاهرين أمام المواقع المبينة بالمادة السابقة القيام بالأعمال الآتي- إقامة منصات للخطابة أو للإذاعة- إقامة خيام أو غيرها بغرض المبيت ." حرصا ً على عدم إقلاق المباني من صخب المتظاهرين نهاراً والمعتصمين ليلاُ , ويبدو أن هذا اتجاه لحماية حقوق المباني.

وتأتي المادة 14 من المشروع بالنص على أنه " لا يجوز للمتظاهرين ارتكاب أي من الأفعال الآتية :- التعدي على الممتلكات العامة أو الخاصة ... " بأعتبار أن شرطة النظام لا تتخذ تلك المباني قواعد للتعدي على المتظاهرين , وأسئلوا مباني مجلس الشعب ومجلس الشورى وكليات جامعة عين شمس بالعباسية و مدرسة الليسيه والمجلس المحلي بالإسكندرية وغيرها , يضع مُقترح هذا القانون هذه المادة وكأن المتظاهرين لديهم ثأر مبيت مع المباني يعملون على أخذه أثناء التظاهر وإلا لحقهم العار.

ومسك الختام مع المادة التاسعة عشرة من المشروع حيث تنص على أنه " لا يجوز لرجال الشرطة في تفريق المظاهرة استعمال القوة بأزيد مما ورد بالمادة السابقة ، الا إذا وقع اعتداء على النفس أو المال ... " حيث يتاح وفق القانون إستخدام الطلقات الحية وهي الوحيدة التي لم تذكر في المادة 18 , إي الوصول إلى قتل المتظاهرين دفاعاُ عن المباني ... من أنتم.

ولكن هذا ليس غريبا ً على النسخة الثانية من نظام إستبدادي بدء بإصدار من هو مقام الرئيس قرار بمنح نفسه أوسمة ونياشين , ثم قرار بإعلان كأنه دستوري وهو ديكتاتوري , ثم قرار بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول بمدن القناة الباسلة لخروجها بمطالب إجتماعية وإقتصادية وسياسية واجهه المواطنين بالتحدي والرفض , مع التلميح الدائم بالمؤامرات في الحارة المزنوقة , فتلك خيالات المستبد في كل زمان , ولذلك أنصح في حالة دخول مشروع قانون التظاهر إلى حياتنا البائسة -ليزيدها بؤسا ً كما يزيدنا إصراراً على إستمرار الثورة - عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى , ودمتم.  


المصدر : الحوار المتمدن  

الأربعاء، 6 فبراير 2013

نحمل الذل لمصر

نحمل الذل لمصر
لم يكتف نظام مستبد بإطلاق شرطته على مواطن بسيط جردوه من ملابسه حتى بانت سوأته, ضربوه وسحلوه حاولوا تجريده من الكرامة, وكانت الصدفة هي العامل الوحيد لكشف هذه الجريمة, صور لا يمكن تكذيبها, وأخذوه إلى مستشفى لشرطة النظام حتى يكون بين أيديهم, وظلوا طوال ليل في تلفيق يخرجهم من ورطتهم, فأشاعوا أنه تم ضبطه مع 18 زجاجة ملوتوف وأسلحة بيضاء, كما كلفوا أعوانهم الدائمين على قنوات الفتنة بإشاعة أن هذا المواطن "شاذ جنسيا ً" أراد من عساكر الشرطة ممارسة الرذيلة معه, ولكنهم وجدوا أن الحل أبسط وهو انتهاك إنسانية هذا المواطن وإكراهه لتغيير أقواله وتبرئة شرطة النظام من فعلها المثبت الخسيس, واستغلال فقره وعوزه بمكافأة ووظيفة دائمة, واستخدام خوفه من البطش, بعد فقرة خلع الملابس والسحل العنيف .

طريق يدل على قذارة سالكيه, ويعكس وجه النظام القبيح, فقد كنا نرى ذلك مؤخرا ً بشكل منهجي في استغلال شرطة النظام المستبد للباعة الجائلين كدروع بشرية أمام قواته المدججة المدرعة وإلا سيتعرضوا للتنكيل والإبعاد والتضييق, رأيناه في أحداث محطة مصر في وقفة حادث قطار البدرشين, وأحداث المنشية الخاصة بالجلسات الأخيرة الخاصة بمحاكمة المتهمين بقتل شهداء الثورة بالإسكندرية, كما نراه أيضاً "للأسف" في تجنيد شرطة النظام لعدد من المحسوبين على الإعلام للعمل كمرشدين مقابل فتح فرص لا يحلمون بها في المجال. 
ولكن استخدام هذا الطريق عياناً بيانا ًمع وجود دليل ثابت تدني أخلاقي يؤكده الكواكبي وهو يبحث في نـَسب الاستبداد الذي لو كان رجلاً لقال "أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأميّ الإساءة وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعميّ الضّر، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وابنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال."

يكبر الهمّ حين ترى الوطن يذوي أمام عينيك وأنت تكتفي بالقول في حين يقوم الآخرون بفعل قهرك مستعينين عليك بذويك من شياطين الإنس, حينذاك تتجسّد المصيبة حين تذهب إلى حاملاً همومك فيُفاجئك رئيسك بقرارات عرجاء تعمل على تذكيرك دائما بأن مصر عزبة جماعته الخاصة وأنك وسواك تعمل في محيط خاص يملكه بناءاً على صفقة بعد المخلوع .

عندما يكبر الهم، تصبح المجابهة أصعب، ولكنها أيضاً تصبح ضرورية أكثر، لأنها خلاصنا الوحيد من الذل الذي نحن فيه, الذل الذي يدوس فيه الظالم على جروح المظلومين لتزيد نزيفا ً وتتقرح ليصل بخسة إلى سلب المظلوم حتى إنسانيته, فليسقط نظام يحمل الذل لمصر.

بقلم ـــ إسلام أبو المجد