الاثنين، 18 فبراير 2013

"حسن الهلالي" ...

"حسن الهلالي"

بقلم : إسلام أبو المجد

"حسن الهلالي" في ذاكرة المصريين هو الشخصية الرئيسية في فيلم " أمير الانتقام " وفيلم " أمير الدهاء"  والفيلمين من إخراج هنري بركات الأول بطولة أنور وجدي والثاني بطولة فريد شوقي , والقصة مأخوذة عن القصة العالمية كونت دى مونت كريستو للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما , وتدور الأحداث حول حسن الهلالى البحار الفقير الذي يتعرض لمكيدة من ويدخل على ويسجن ظلماً في احد العصور التاريخية , وما اشبه الليلة بالبارحة فهناك شعب مظلوم يئن من الإستبداد وكبت الحريات والسحل والإعتداء على النساء والرجال لكسر عزائم رافضي الظلم , وهناك والي تائه بين نفسه وإنتمائه العثماني يضع وزيره بدران ليحميه من الشعب الذي يطالب بعيش – حرية – عدالة إجتماعية وكرامة إنسانية , وكأن الفيلم يتحدث عن وضعنا الآن، و أيضا هناك معتقل المغول في الفيلم ,وهناك عشرات السجون في عصرنا الحالي مثل طرة وابو زعبل والقناطر والحضرة وبرج العرب و الغربانيات .
ويبدو أن "حسن الهلالي"  قد بعث من جديد , فهذا هو " حسن مصطفى " إبن الإسكندرية الثائر الغائب في السجن بمكيدة " إحمرار الوجنتين" , الحاضر في ضمير كل مطالب بالحق في كل ميدان , وعلى الرغم من قيود وعتمة السجن في الزنزانة 9 عنبر 23 شديد الحراسة - الدواعي الأمنية مجموعة (هـ) سجن برج العرب الاحتياطي , إلا إن عزم وحزم " حسن مصطفى " تكسر القيود وتبدد العتمة بصوته الجهوري في هتافه وإبتسامته الصافية لرفاق الطريق و الضعفاء  , وينتهز الثائر إستراحة المحارب الإجبارية في النظر بوضوح في خطوات الطريق , ويرسل رسالة إلى المناضلين الأحرار ودعاهم خلالها إلى تنظيم صفوفهم تحت تنظيم ثوري واحد حتى لا يتسلق الانتهازيين والوصوليين إلى مقاليد الحكم , وأضاف عبر رسالته : "يجب أن ننظم أنفسنا في كل محافظة ومدينه وقرية، فإن الثورة هي تغيير السلطة السياسية والاجتماعية، وإننا لم نر أي تغيير في الوضع الاجتماعي، بل ازداد سوءا، إننا نناضل من أجل انتزاع السلطة من هذه الفئة المسيطرة والمستغلة وبناء سلطة وطنية، تكون من أبناء هذا الشعب، وتكون معبرة عن مصالح الأغلبية الكاسحة من جماهير شعبنا العظيم".
إن أسباب إستهداف " حسن مصطفى "  هي نفس أسباب إستهداف " حسن الهلالي "  فإن المستبدون يخافون أشد الخوف من أصحاب الإرادة في الحق والقادرين على التغيير , وتاريخ " حسن مصطفى " يحملهم حقاً على الخوف منه , فلا تزال وقفات الشهيد خالد سعيد وضد التوريث وإسقاط أمن الدولة وكل مظاهرة وفاعلية بالإسكندرية تذكر موقفاً أو هتافاً أو دماً لحسن مصطفى .

كما تشابهت الأسباب تتشابه أساليب الخسة والتلفيق , لأنه لازال هناك نفس الوالي وألف بدران , ولكن دائما عندما يقف الحق صامداً ثابتاً في مواجهة الظلم , ذلك الثبات الذي يؤلم ويذهب عقول المستبد , فإنه يلهم أصحاب الحق , فألهمنا يا " حسن " , وأخرج لنا لنعمل على تنسم عبق الحرية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق