الأربعاء، 6 فبراير 2013

نحمل الذل لمصر

نحمل الذل لمصر
لم يكتف نظام مستبد بإطلاق شرطته على مواطن بسيط جردوه من ملابسه حتى بانت سوأته, ضربوه وسحلوه حاولوا تجريده من الكرامة, وكانت الصدفة هي العامل الوحيد لكشف هذه الجريمة, صور لا يمكن تكذيبها, وأخذوه إلى مستشفى لشرطة النظام حتى يكون بين أيديهم, وظلوا طوال ليل في تلفيق يخرجهم من ورطتهم, فأشاعوا أنه تم ضبطه مع 18 زجاجة ملوتوف وأسلحة بيضاء, كما كلفوا أعوانهم الدائمين على قنوات الفتنة بإشاعة أن هذا المواطن "شاذ جنسيا ً" أراد من عساكر الشرطة ممارسة الرذيلة معه, ولكنهم وجدوا أن الحل أبسط وهو انتهاك إنسانية هذا المواطن وإكراهه لتغيير أقواله وتبرئة شرطة النظام من فعلها المثبت الخسيس, واستغلال فقره وعوزه بمكافأة ووظيفة دائمة, واستخدام خوفه من البطش, بعد فقرة خلع الملابس والسحل العنيف .

طريق يدل على قذارة سالكيه, ويعكس وجه النظام القبيح, فقد كنا نرى ذلك مؤخرا ً بشكل منهجي في استغلال شرطة النظام المستبد للباعة الجائلين كدروع بشرية أمام قواته المدججة المدرعة وإلا سيتعرضوا للتنكيل والإبعاد والتضييق, رأيناه في أحداث محطة مصر في وقفة حادث قطار البدرشين, وأحداث المنشية الخاصة بالجلسات الأخيرة الخاصة بمحاكمة المتهمين بقتل شهداء الثورة بالإسكندرية, كما نراه أيضاً "للأسف" في تجنيد شرطة النظام لعدد من المحسوبين على الإعلام للعمل كمرشدين مقابل فتح فرص لا يحلمون بها في المجال. 
ولكن استخدام هذا الطريق عياناً بيانا ًمع وجود دليل ثابت تدني أخلاقي يؤكده الكواكبي وهو يبحث في نـَسب الاستبداد الذي لو كان رجلاً لقال "أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأميّ الإساءة وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعميّ الضّر، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وابنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال."

يكبر الهمّ حين ترى الوطن يذوي أمام عينيك وأنت تكتفي بالقول في حين يقوم الآخرون بفعل قهرك مستعينين عليك بذويك من شياطين الإنس, حينذاك تتجسّد المصيبة حين تذهب إلى حاملاً همومك فيُفاجئك رئيسك بقرارات عرجاء تعمل على تذكيرك دائما بأن مصر عزبة جماعته الخاصة وأنك وسواك تعمل في محيط خاص يملكه بناءاً على صفقة بعد المخلوع .

عندما يكبر الهم، تصبح المجابهة أصعب، ولكنها أيضاً تصبح ضرورية أكثر، لأنها خلاصنا الوحيد من الذل الذي نحن فيه, الذل الذي يدوس فيه الظالم على جروح المظلومين لتزيد نزيفا ً وتتقرح ليصل بخسة إلى سلب المظلوم حتى إنسانيته, فليسقط نظام يحمل الذل لمصر.

بقلم ـــ إسلام أبو المجد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق