الخميس، 28 فبراير 2013

من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي ...



بقلم : إسلام أبو المجد
أثار عبد الرحمن الكواكبي في كتابه " طبائع الإستبداد وصارع الإستعباد " مسألة الفرق بين المجد والتمجد , فعرف المجد وقال : " المجد: هو إحراز المرء مقام حبٍّ واحترام في القلوب، وهو مطلب طبيعي شريف لكلِّ إنسان، لا يترفَّع عنه نبيٌّ أو زاهد، ولا ينحطُّ عنه دنيٌّ أو خامل , ولذا؛ يزاحم المجد في النفوس منزلة الحياة." , أما عن تعريف التمجد فقد قال : " التمجُّد هو أن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف المساواة في الإنسانية." .

هذا الفرق بين المجد والتمجد والموجود داخل واقعنا حتى الآن برغم كل الثمن الذي ندفعه منذ قيام الثورة المصرية , برغم الدماء والعرق والدموع والجروح , يزيد من العزيمة , ويقوي أصحاب المجد في مواجهة المتمجدين .

وبذلك تبدأ قصة هبة الله العلي  الطالبة بالمرحلة الإعدادية  صاحبة التفوق العلمي والرياضي بمدرسة أسماء بنت أبي بكر الإعدادية , أحرزت بتفوقها مقام حب وإحترام في القلوب , هبة الله العلي صاحبة مجد تستحقه , وحين آتى يوم تكريمها أنزلتها مديرة مدرستها من على منصة التكريم حتى لا تصور فإنها غير محجبة , الذي دار بتفكير هبة : " كيف تقتل أم فرحة إبنتها ؟ ... ما معنى أني لست محجبة ؟ ... ماذا لو كانت المكرمة مسيحية ؟ " , عشرات وعشرات من الأسئلة , فلم تجد سوى الإتصال بوالدها صديقها والبكاء.

ظل الأب يبحث عن سبب لما حدث ليوقف بكاء إبنته , دارت في عقله جميع الأسئلة كما دارت في عقل أبنته الصغيرة , القصة ليست قصة حجاب ويقول الأب : " دي البنت لسة صغيرة " , تذكر النقاشات التي دارت بينه وبين مديرة المدرسة من قبيل الدردشة في الأحداث الساسية الجارية , وتذكر سمعته وسمعة إبنته اللذين لا يفوتان مظاهرة واحدة حتى الآن ... حتى ضد حكم الأخوان , تذكر صوره وإبنته وهم يرفعون لافتات أرحل ضد محمد مرسي , تذكر أن مديرة المدرسة تعلن دائما ً أنها مع الأخوان , عرف السبب فبطل العجب .

مديرة المدرسة تطلب التمجد لتكون مستبدة صغيرة في كنف المستبد الأكبر , تريد أن تكون كما  يقول المثل "ملكية أكثر من الملك " لتبرهن أنَّها جلاد في دولة الاستبداد , فقد قال الكواكبي : " إنَّ التمجُّد خاصٌّ بالإدارات الاستبدادية، وذلك لأنَّ الحكومة الحرة التي تمثِّل عواطف الأمة تأبى كلَّ الإباء إخلال التساوي بين الأفراد إلا لفضلٍ حقيقي." , ولكننا لانزال في عهد الإستبداد , ما يحدث مجرد إستبدال مستبد بآخر , فوراء كل قيصر قيصر جديد طالما نعيش بثقافة العبيد .

لذلك لا يزال " حنظلة " الشخصية الكاريكاتيرية التي ابتدعها الرسام المناضل ناجي العلي مديراً ظهره عاقدا ً يديه  خلفه , أراه يقول من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي : " أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية. " لا تبكي , أنظري بعيدا ً إلى أسوار سجن برج العرب ستجدي " حسن الهلالي " الشهير بـ "حسن مصطفى" يخافون منه ولا يخاف منهم , كوني مثله وبثباتك على الحق ستخاف الجلادة منك  , ولنقول الثورة مستمرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق