الجمعة، 15 مارس 2013

دولة المماليك ... ومماليك الدولة

بقلم : إسلام أبو المجد
نعرف المماليك , وكيف نشأوا , والأهم أن نعرف أن فكرة الإستعانة بالمماليك في الشرق منذ أيام العباسيين كانت تقوية الحاكم المستبد أمام شعبه , وعزل شعبه عن تولي مهام الحكم معه , فقد أستقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله جنود تركمان ووضعهم في الجيش كي يعزز مكانته بعد ما فقد الثقة في العرب والفرس التي قامت عليهم الدولة العباسية , بل أن نابليون بونابارت كان قوام حرسه الإمبراطوري المماليك منهم روستان حارسه الشخصي , وذلك حين كان الجيش فقط هو محور القوة في الدولة .
 ولما بدأت الدولة تحتاج للسيطرة عليها أكثر من الجيش بدأ المستبدين بتعيين المماليك في وظائف الدولة الأخرى غير الجيش , فبدأ ظهور المماليك في القضاء والشرطة والدواوين والأسواق , بل وتطورت طرق تجنيد المماليك إلى تجنيدهم من أبناء الشعب نفسه بعزل من يريدون تجنيده تماماً عن أهله وناسه حتى يكون فقط تابعاً للمستبد , فقام محمد علي بخطف الأطفال من أهاليهم لتعليمهم فى مدارس عسكرية ثم منحهم رتب وأراضى ووظائف مرموقة وأعادتهم بعد ذلك وقد أصبحوا رجال يقيمون دولة المستبد , لا يتزاوجون إلا من بينهم ولا يتشاغلون إلا بأنفسهم , وأصبحت علاقة المصالح بين المستبد ومماليكه هي مقياس قوة الإستبداد في الدولة .
وكان على كل مستبد أن يستعين بالمماليك أو تقوى شوكة المماليك ليكون من بينهم المستبد , قد يظهر أن المماليك لا يطيعون المستبد , ولكنكم تكونوا واهمون فما هي إلا ضغوط لمصالح أكبر , ولذلك كان أي تهديد لتلك العلاقة كان يتم القضاء عليه بشكل ظاهر أو مستتر , لهذا قُـتل طومان باي ومن قبله قطز والمهتدي العباسي وعمر بن عبد العزيز .
وقد أكد هذا الكواكبي في قوله : " الحكومة المستبدّة تكون طبعاً مستبدّة في كل فروعها من المستبدّ الأعظم إلى الشرطي , ولا يكون كلُّ صنفٍ إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدوهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أيٍّ كان ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبدُّ ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه" , فلا تنسوا أن سياسة التوريث بدأت في كل مكان في مصر به أي إمتياز قبل أن يعلنه المخلوع , وأصبحت دولة المماليك سرطانا ً ينتشر في جسد مصر ينخر فيها .
وحتى يسيطر المستبد على الشعب جند بعض المماليك ليكونوا علماء السلطان وتجار الدين , أي علم وأي دين ,  يعملون على تسكين الهمم , وتهميد العزم , وتدجين الرعية من اجل بقايا مائدة المستبد , فها هي أنجلترا الإستعمارية  تراسل الخليفة العثماني الذي يستصدر فتوى من قاضي القضاه بتكفير عرابي , ويرسل بآلاف النسخ منها إلى مصر بوصول عرابي إلى التل الكبير حيث عز المعمعة .
 ويختارون من العامة المتمجدون العاملون بالإدارات المستبدَّة أعوانا ً , ليصير الإنسان مستبداً صغيراً في كنف المستبدِّ الأعظم , فيتقلّد الرّجل أو المرأة سيفاً من قِبَل الجبارين يبرهن به على أنَّه جلاد في دولة الاستبداد , المتمجّدين أعداء للعدل أنصاراً للجور، لا دين ولا وجدان ولا شرف ولا رحمة , المستبد يتّخذهم سماسرة لخداع الشعب بأسم خدمة الدين، أو حبّ الوطن ، أو تحصيل المنافع العامة ، أو مسؤولية الدولة , ولهذا يُقال: " دولة الاستبداد دولة بُلهٍ وأوغاد."

وقد قال الكواكبي : " المستبدُّ يجرِّب أحياناً في المناصب والمراتب بعض العقلاء الأذكياء أيضاً اغتراراً منه بأنّه يقوى على تليين طينتهم وتشكيلهم بالشّكل الذي يريد، فيكونوا له أعواناً خبثاء ينفعونه بدهائهم، ثمَّ هو بعد التجربة إذا خاب ويئس من إفسادهم يتبادر إبعادهم أو ينكّل بهم , ولهذا لا يستقرّ عند المستبدّ إلا الجاهل العاجز الذي يعبده من دون الله ، أو الخبيث الخائن الذي يرضيه" .
وحيث يأتي ذكر الشعب في هذه الدولة يقول الكواكبي : " العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ , بهم عليهم يصول ويطول؛ يأسرهم فيتهللون لشوكته؛ ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛ ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته؛ وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً ؛ وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً؛ ويسوقهم إلى خطر الموت، فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة , والحاصل أنَّ العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل والغباوة , فإذا ارتفع الجهل وتنوَّر العقل زال الخوف , وعند ذلك لا بدَّ للمستبدِّ من الاعتزال أو الاعتدال." .
وكما يظهر في كل زمان أيبك , واقطاي , وبدران , ومراد بك ,والقاضي حلاوة , وسنقر الكلبي , يظهر قطز , وطومان باي , وعرابي , وحسن الهلالي , على الزيبق .
هذا ما وصلنا له على مر الزمان فمن دولة مماليك العسكر إلى دولة مماليك الإخوان " تحت التأسيس " , فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ , أم نصمد , ونتضامن , نقف أمام دولة المماليك , نكسر المماليك , وننكس رأس المستبد , ونقول " الثورة مستمرة " .

المصدر : محلي - الإسكندرية  


الخميس، 28 فبراير 2013

من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي ...



بقلم : إسلام أبو المجد
أثار عبد الرحمن الكواكبي في كتابه " طبائع الإستبداد وصارع الإستعباد " مسألة الفرق بين المجد والتمجد , فعرف المجد وقال : " المجد: هو إحراز المرء مقام حبٍّ واحترام في القلوب، وهو مطلب طبيعي شريف لكلِّ إنسان، لا يترفَّع عنه نبيٌّ أو زاهد، ولا ينحطُّ عنه دنيٌّ أو خامل , ولذا؛ يزاحم المجد في النفوس منزلة الحياة." , أما عن تعريف التمجد فقد قال : " التمجُّد هو أن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف المساواة في الإنسانية." .

هذا الفرق بين المجد والتمجد والموجود داخل واقعنا حتى الآن برغم كل الثمن الذي ندفعه منذ قيام الثورة المصرية , برغم الدماء والعرق والدموع والجروح , يزيد من العزيمة , ويقوي أصحاب المجد في مواجهة المتمجدين .

وبذلك تبدأ قصة هبة الله العلي  الطالبة بالمرحلة الإعدادية  صاحبة التفوق العلمي والرياضي بمدرسة أسماء بنت أبي بكر الإعدادية , أحرزت بتفوقها مقام حب وإحترام في القلوب , هبة الله العلي صاحبة مجد تستحقه , وحين آتى يوم تكريمها أنزلتها مديرة مدرستها من على منصة التكريم حتى لا تصور فإنها غير محجبة , الذي دار بتفكير هبة : " كيف تقتل أم فرحة إبنتها ؟ ... ما معنى أني لست محجبة ؟ ... ماذا لو كانت المكرمة مسيحية ؟ " , عشرات وعشرات من الأسئلة , فلم تجد سوى الإتصال بوالدها صديقها والبكاء.

ظل الأب يبحث عن سبب لما حدث ليوقف بكاء إبنته , دارت في عقله جميع الأسئلة كما دارت في عقل أبنته الصغيرة , القصة ليست قصة حجاب ويقول الأب : " دي البنت لسة صغيرة " , تذكر النقاشات التي دارت بينه وبين مديرة المدرسة من قبيل الدردشة في الأحداث الساسية الجارية , وتذكر سمعته وسمعة إبنته اللذين لا يفوتان مظاهرة واحدة حتى الآن ... حتى ضد حكم الأخوان , تذكر صوره وإبنته وهم يرفعون لافتات أرحل ضد محمد مرسي , تذكر أن مديرة المدرسة تعلن دائما ً أنها مع الأخوان , عرف السبب فبطل العجب .

مديرة المدرسة تطلب التمجد لتكون مستبدة صغيرة في كنف المستبد الأكبر , تريد أن تكون كما  يقول المثل "ملكية أكثر من الملك " لتبرهن أنَّها جلاد في دولة الاستبداد , فقد قال الكواكبي : " إنَّ التمجُّد خاصٌّ بالإدارات الاستبدادية، وذلك لأنَّ الحكومة الحرة التي تمثِّل عواطف الأمة تأبى كلَّ الإباء إخلال التساوي بين الأفراد إلا لفضلٍ حقيقي." , ولكننا لانزال في عهد الإستبداد , ما يحدث مجرد إستبدال مستبد بآخر , فوراء كل قيصر قيصر جديد طالما نعيش بثقافة العبيد .

لذلك لا يزال " حنظلة " الشخصية الكاريكاتيرية التي ابتدعها الرسام المناضل ناجي العلي مديراً ظهره عاقدا ً يديه  خلفه , أراه يقول من ناجي العلي ... إلى هبة الله العلي : " أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية. " لا تبكي , أنظري بعيدا ً إلى أسوار سجن برج العرب ستجدي " حسن الهلالي " الشهير بـ "حسن مصطفى" يخافون منه ولا يخاف منهم , كوني مثله وبثباتك على الحق ستخاف الجلادة منك  , ولنقول الثورة مستمرة .

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مصانع التيشيرت بدربالة تشتكي ... ودربالة تشتكي



محلي – الإسكندرية : إسلام أبو المجد 
منطقة دربالة إحدي المناطق الشعبية بشرق الإسكندرية , تتميز بسوقها الشعبي , كما تتميز بأنها من أكبر أسواق إنتاج التيشيرت بمصر , ولكن لا يزال يعاني العاملون في هذه الصناعة التي تعد عصب الحياة بالمنطقة من مشكلات كثيرة تنغص حياتهم اليومية .

قال الحاج محمد حربي الكويس أحد التجار وصاحب مصنع تيشيرت  : " الحال من سئ إلي أسوأ" ,  وأكد الحاج محمد أن الإنفلات الأمني والفساد في الموانئ أدي إلي زيادة تهريب الملابس الجاهزة ومنها التيشيرت من الصين , وأصبحت تلك المنتجات تباع بأسعار أقل من المنتج المحلي وبدأ المستهلك في الإتجاه لشرائها علي الرغم من عدم جودتها  واحتوائها علي ألياف البوليستر , مع زيادة سعر القطن المستورد قصير التيلة , وتصدير القطن المصري طويل التيلة بأسخار منخفضىة , ولذلك قامت العديد من المصانع الصغيرة والورش بإغلاق أبوابها , الأمر الذي أدي إلي زيادة أعداد العاطلين عن العمل بالمنطقة وذلك علي الرغم من وصول التيشيرت المصنع بدربالة إلي التصدير للسعودية وليبيا وقطر وعمان .

وأضاف الحاج محمد إن ذلك نتاج ممارسات النظام البائد الذي عمل علي تحطيم عظام العاملين بالقطاع لمصلحة أسماء محدودة وذلك بإستخدام سلاح التراخيص التي تطلب مستندات ومواصفات معقدة فظلت تلك المصانع والورش في غير حماية من الهجمات المتكررة عليها ,  وقال الحاج محمد أن الوضع الآن كما هو عليه في السابق نتعرض لنفس المشكلات بنفس الأساليب , ولا يوجد عمل إلا في مجال السياسة .

وقال مصطفي رجب وهو أحد تجار القطاعي : " المصانع بتنتج وبيتركن عندنا في المحلات لأن مافيش حد بيشتري السوق نايم."

وقال الحاج شعبان الزناتي أحد التجار وصاحب مصنع التيشيرت : " حل مشاكلنا في تنفيذ مطالب الثورة , خاصةً تطبيق العدالة الإجتماعية " , واضاف كيف نطالب المواطنين أن يشتروا منتجاتنا والبطالة تتزايد ,والمواطن الفقير تتزايد عليه الأعباء , وأضاف الحاج شعبان : " المواطن في دربالة ما بيقدرش يفسح عياله ويروح بيهم البحر اللي عنده أسرة 5 أفراد عاوز يدفع 100 جنيه رسم دخول وفسحة يجيب منين الفلوس دي , الثورة لازم تستمر لغاية ما تحقق أهدافها وأولها العدالة الإجتماعية ."

وقد طلب العديد من أهالي دربالة رفع أصوات سكان المنطقة بمشاكلهم إلي كل من يهمه الأمر , قال أحد المواطنين : " الصرف الصحي في دربالة كارثة بيئية  , والصيف جاي والمشكلة كل يوم حاتزيد .", وقال مواطن آخر إن شباب المنطقة يعانون من البطالة , خاصةً وسط أوضاع البلد الحالية.

المصدر : محلي - الإسكندرية  

الاثنين، 18 فبراير 2013

"حسن الهلالي" ...

"حسن الهلالي"

بقلم : إسلام أبو المجد

"حسن الهلالي" في ذاكرة المصريين هو الشخصية الرئيسية في فيلم " أمير الانتقام " وفيلم " أمير الدهاء"  والفيلمين من إخراج هنري بركات الأول بطولة أنور وجدي والثاني بطولة فريد شوقي , والقصة مأخوذة عن القصة العالمية كونت دى مونت كريستو للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما , وتدور الأحداث حول حسن الهلالى البحار الفقير الذي يتعرض لمكيدة من ويدخل على ويسجن ظلماً في احد العصور التاريخية , وما اشبه الليلة بالبارحة فهناك شعب مظلوم يئن من الإستبداد وكبت الحريات والسحل والإعتداء على النساء والرجال لكسر عزائم رافضي الظلم , وهناك والي تائه بين نفسه وإنتمائه العثماني يضع وزيره بدران ليحميه من الشعب الذي يطالب بعيش – حرية – عدالة إجتماعية وكرامة إنسانية , وكأن الفيلم يتحدث عن وضعنا الآن، و أيضا هناك معتقل المغول في الفيلم ,وهناك عشرات السجون في عصرنا الحالي مثل طرة وابو زعبل والقناطر والحضرة وبرج العرب و الغربانيات .
ويبدو أن "حسن الهلالي"  قد بعث من جديد , فهذا هو " حسن مصطفى " إبن الإسكندرية الثائر الغائب في السجن بمكيدة " إحمرار الوجنتين" , الحاضر في ضمير كل مطالب بالحق في كل ميدان , وعلى الرغم من قيود وعتمة السجن في الزنزانة 9 عنبر 23 شديد الحراسة - الدواعي الأمنية مجموعة (هـ) سجن برج العرب الاحتياطي , إلا إن عزم وحزم " حسن مصطفى " تكسر القيود وتبدد العتمة بصوته الجهوري في هتافه وإبتسامته الصافية لرفاق الطريق و الضعفاء  , وينتهز الثائر إستراحة المحارب الإجبارية في النظر بوضوح في خطوات الطريق , ويرسل رسالة إلى المناضلين الأحرار ودعاهم خلالها إلى تنظيم صفوفهم تحت تنظيم ثوري واحد حتى لا يتسلق الانتهازيين والوصوليين إلى مقاليد الحكم , وأضاف عبر رسالته : "يجب أن ننظم أنفسنا في كل محافظة ومدينه وقرية، فإن الثورة هي تغيير السلطة السياسية والاجتماعية، وإننا لم نر أي تغيير في الوضع الاجتماعي، بل ازداد سوءا، إننا نناضل من أجل انتزاع السلطة من هذه الفئة المسيطرة والمستغلة وبناء سلطة وطنية، تكون من أبناء هذا الشعب، وتكون معبرة عن مصالح الأغلبية الكاسحة من جماهير شعبنا العظيم".
إن أسباب إستهداف " حسن مصطفى "  هي نفس أسباب إستهداف " حسن الهلالي "  فإن المستبدون يخافون أشد الخوف من أصحاب الإرادة في الحق والقادرين على التغيير , وتاريخ " حسن مصطفى " يحملهم حقاً على الخوف منه , فلا تزال وقفات الشهيد خالد سعيد وضد التوريث وإسقاط أمن الدولة وكل مظاهرة وفاعلية بالإسكندرية تذكر موقفاً أو هتافاً أو دماً لحسن مصطفى .

كما تشابهت الأسباب تتشابه أساليب الخسة والتلفيق , لأنه لازال هناك نفس الوالي وألف بدران , ولكن دائما عندما يقف الحق صامداً ثابتاً في مواجهة الظلم , ذلك الثبات الذي يؤلم ويذهب عقول المستبد , فإنه يلهم أصحاب الحق , فألهمنا يا " حسن " , وأخرج لنا لنعمل على تنسم عبق الحرية .


السبت، 9 فبراير 2013

عايز تتظاهر.. اعمل نفسك مبنى

عايز تتظاهر.. اعمل نفسك مبنى
إذا كان السؤال لماذا يقوم المستبدون الحقيقيون في الغالب بأشياء غريبة ؟ فالإجابة إن الديكتاتور هو شخص خادع لنفسه بطريقة أو بأخرى، فهو يعيش وهم أن كل ما يقوم به هو الصواب , لذلك يخاف دائما من الشعب لأنه يعكس كذب ما يخادع به المستبد نفسه , فلا يكون من سبيل لتظل صورته الكاذبة أمام نفسه المريضة إلا كسر الحقيقة التي يعكسها الشعب , وعندها يبدأ القمع , فيشتري المستبد بضائع الخسة والنذالة من ضباع النظام , ويسلحهم بالأدوات اللازمة.

مشروع قانون التظاهر الذي يتم حاليا ً مناقشته في مجلس الشورى نيابة عن مجلس النواب المختص بالتشريع وفقا لدستورهم , والمقدم من وزير العدل – الذي ما دأب أثناء حكم المخلوع على التنسيق للمظاهرات والوقفات – هو أحد الأسلحة القمعية التي يتم تجهيزها للإستخدام إلى جانب التخوين والسحل والقتل , وليكون غطاء قانوني لهذه الأعمال من قبل شرطة النظام المدججة بالسلاح و العتاد من دروع ومدرعات مكهربة وغاز أعصاب وخرطوش ورصاص حي , في مواجهة الشعب خاصة بعد واقعة تجريد مواطن مصري من ملابسه التي جردت النسخة الثانية من النظام لورقة التوت التي كانت تتغطى بها .

إن مشروع قانون التظاهر مهمته الأولى تدجين المصريين ونزع همتهم الثورية أمام تهديد مستتر في النصوص , ولكن الشئ الجدير بالأهتمام في هذا القانون هو الحرص المتزايد على حماية المباني , فنذكر المادة 10 من مشروع القانون والتي تنص على " يحدد المحافظ المختص بالتنسيق مع وزير الداخلية حرمًا معينًا لا يزيد على خمسمائة متر لإقامة مظاهرة أمام ..." 11 شكل من أشكال المباني منها القصور الرئاسية والمجالس التشريعية ومقر الوزارات وغيرها , لكل مبنى حرم وحرمة 500 متر من يتعداها يكون متعديا ً بلطجياً خارجا ً عن القانون أما من يتعدى على المواطن يسحله أو يقتله أو حتى يجرده من ملابسه فهو فعل فردي , فلا حرم ولا حرمة للإنسان في أنظمة الإستبداد.

ويتزايد الإهتمام بالمباني في المادة 11 حيث ينص المشروع على "يحظر على المتظاهرين أمام المواقع المبينة بالمادة السابقة القيام بالأعمال الآتي- إقامة منصات للخطابة أو للإذاعة- إقامة خيام أو غيرها بغرض المبيت ." حرصا ً على عدم إقلاق المباني من صخب المتظاهرين نهاراً والمعتصمين ليلاُ , ويبدو أن هذا اتجاه لحماية حقوق المباني.

وتأتي المادة 14 من المشروع بالنص على أنه " لا يجوز للمتظاهرين ارتكاب أي من الأفعال الآتية :- التعدي على الممتلكات العامة أو الخاصة ... " بأعتبار أن شرطة النظام لا تتخذ تلك المباني قواعد للتعدي على المتظاهرين , وأسئلوا مباني مجلس الشعب ومجلس الشورى وكليات جامعة عين شمس بالعباسية و مدرسة الليسيه والمجلس المحلي بالإسكندرية وغيرها , يضع مُقترح هذا القانون هذه المادة وكأن المتظاهرين لديهم ثأر مبيت مع المباني يعملون على أخذه أثناء التظاهر وإلا لحقهم العار.

ومسك الختام مع المادة التاسعة عشرة من المشروع حيث تنص على أنه " لا يجوز لرجال الشرطة في تفريق المظاهرة استعمال القوة بأزيد مما ورد بالمادة السابقة ، الا إذا وقع اعتداء على النفس أو المال ... " حيث يتاح وفق القانون إستخدام الطلقات الحية وهي الوحيدة التي لم تذكر في المادة 18 , إي الوصول إلى قتل المتظاهرين دفاعاُ عن المباني ... من أنتم.

ولكن هذا ليس غريبا ً على النسخة الثانية من نظام إستبدادي بدء بإصدار من هو مقام الرئيس قرار بمنح نفسه أوسمة ونياشين , ثم قرار بإعلان كأنه دستوري وهو ديكتاتوري , ثم قرار بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول بمدن القناة الباسلة لخروجها بمطالب إجتماعية وإقتصادية وسياسية واجهه المواطنين بالتحدي والرفض , مع التلميح الدائم بالمؤامرات في الحارة المزنوقة , فتلك خيالات المستبد في كل زمان , ولذلك أنصح في حالة دخول مشروع قانون التظاهر إلى حياتنا البائسة -ليزيدها بؤسا ً كما يزيدنا إصراراً على إستمرار الثورة - عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى , ودمتم.  



بقلم – إسلام أبو المجد
المصدر : كرموز 

عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى

عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى
اسلام ابو المجد  

إذا كان السؤال لماذا يقوم المستبدون الحقيقيون في الغالب بأشياء غريبة ؟ فالإجابة إن الديكتاتور هو شخص خادع لنفسه بطريقة أو بأخرى، فهو يعيش وهم أن كل ما يقوم به هو الصواب , لذلك يخاف دائما من الشعب لأنه يعكس كذب ما يخادع به المستبد نفسه , فلا يكون من سبيل لتظل صورته الكاذبة أمام نفسه المريضة إلا كسر الحقيقة التي يعكسها الشعب , وعندها يبدأ القمع , فيشتري المستبد بضائع الخسة والنذالة من ضباع النظام , ويسلحهم بالأدوات اللازمة.

مشروع قانون التظاهر الذي يتم حاليا ً مناقشته في مجلس الشورى نيابة عن مجلس النواب المختص بالتشريع وفقا لدستورهم , والمقدم من وزير العدل – الذي ما دأب أثناء حكم المخلوع على التنسيق للمظاهرات والوقفات – هو أحد الأسلحة القمعية التي يتم تجهيزها للإستخدام إلى جانب التخوين والسحل والقتل , وليكون غطاء قانوني لهذه الأعمال من قبل شرطة النظام المدججة بالسلاح و العتاد من دروع ومدرعات مكهربة وغاز أعصاب وخرطوش ورصاص حي , في مواجهة الشعب خاصة بعد واقعة تجريد مواطن مصري من ملابسه التي جردت النسخة الثانية من النظام لورقة التوت التي كانت تتغطى بها .

إن مشروع قانون التظاهر مهمته الأولى تدجين المصريين ونزع همتهم الثورية أمام تهديد مستتر في النصوص , ولكن الشئ الجدير بالأهتمام في هذا القانون هو الحرص المتزايد على حماية المباني , فنذكر المادة 10 من مشروع القانون والتي تنص على " يحدد المحافظ المختص بالتنسيق مع وزير الداخلية حرمًا معينًا لا يزيد على خمسمائة متر لإقامة مظاهرة أمام ..." 11 شكل من أشكال المباني منها القصور الرئاسية والمجالس التشريعية ومقر الوزارات وغيرها , لكل مبنى حرم وحرمة 500 متر من يتعداها يكون متعديا ً بلطجياً خارجا ً عن القانون أما من يتعدى على المواطن يسحله أو يقتله أو حتى يجرده من ملابسه فهو فعل فردي , فلا حرم ولا حرمة للإنسان في أنظمة الإستبداد.

ويتزايد الإهتمام بالمباني في المادة 11 حيث ينص المشروع على "يحظر على المتظاهرين أمام المواقع المبينة بالمادة السابقة القيام بالأعمال الآتي- إقامة منصات للخطابة أو للإذاعة- إقامة خيام أو غيرها بغرض المبيت ." حرصا ً على عدم إقلاق المباني من صخب المتظاهرين نهاراً والمعتصمين ليلاُ , ويبدو أن هذا اتجاه لحماية حقوق المباني.

وتأتي المادة 14 من المشروع بالنص على أنه " لا يجوز للمتظاهرين ارتكاب أي من الأفعال الآتية :- التعدي على الممتلكات العامة أو الخاصة ... " بأعتبار أن شرطة النظام لا تتخذ تلك المباني قواعد للتعدي على المتظاهرين , وأسئلوا مباني مجلس الشعب ومجلس الشورى وكليات جامعة عين شمس بالعباسية و مدرسة الليسيه والمجلس المحلي بالإسكندرية وغيرها , يضع مُقترح هذا القانون هذه المادة وكأن المتظاهرين لديهم ثأر مبيت مع المباني يعملون على أخذه أثناء التظاهر وإلا لحقهم العار.

ومسك الختام مع المادة التاسعة عشرة من المشروع حيث تنص على أنه " لا يجوز لرجال الشرطة في تفريق المظاهرة استعمال القوة بأزيد مما ورد بالمادة السابقة ، الا إذا وقع اعتداء على النفس أو المال ... " حيث يتاح وفق القانون إستخدام الطلقات الحية وهي الوحيدة التي لم تذكر في المادة 18 , إي الوصول إلى قتل المتظاهرين دفاعاُ عن المباني ... من أنتم.

ولكن هذا ليس غريبا ً على النسخة الثانية من نظام إستبدادي بدء بإصدار من هو مقام الرئيس قرار بمنح نفسه أوسمة ونياشين , ثم قرار بإعلان كأنه دستوري وهو ديكتاتوري , ثم قرار بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول بمدن القناة الباسلة لخروجها بمطالب إجتماعية وإقتصادية وسياسية واجهه المواطنين بالتحدي والرفض , مع التلميح الدائم بالمؤامرات في الحارة المزنوقة , فتلك خيالات المستبد في كل زمان , ولذلك أنصح في حالة دخول مشروع قانون التظاهر إلى حياتنا البائسة -ليزيدها بؤسا ً كما يزيدنا إصراراً على إستمرار الثورة - عايز تتظاهر ... أعمل نفسك مبنى , ودمتم.  


المصدر : الحوار المتمدن  

الأربعاء، 6 فبراير 2013

نحمل الذل لمصر

نحمل الذل لمصر
لم يكتف نظام مستبد بإطلاق شرطته على مواطن بسيط جردوه من ملابسه حتى بانت سوأته, ضربوه وسحلوه حاولوا تجريده من الكرامة, وكانت الصدفة هي العامل الوحيد لكشف هذه الجريمة, صور لا يمكن تكذيبها, وأخذوه إلى مستشفى لشرطة النظام حتى يكون بين أيديهم, وظلوا طوال ليل في تلفيق يخرجهم من ورطتهم, فأشاعوا أنه تم ضبطه مع 18 زجاجة ملوتوف وأسلحة بيضاء, كما كلفوا أعوانهم الدائمين على قنوات الفتنة بإشاعة أن هذا المواطن "شاذ جنسيا ً" أراد من عساكر الشرطة ممارسة الرذيلة معه, ولكنهم وجدوا أن الحل أبسط وهو انتهاك إنسانية هذا المواطن وإكراهه لتغيير أقواله وتبرئة شرطة النظام من فعلها المثبت الخسيس, واستغلال فقره وعوزه بمكافأة ووظيفة دائمة, واستخدام خوفه من البطش, بعد فقرة خلع الملابس والسحل العنيف .

طريق يدل على قذارة سالكيه, ويعكس وجه النظام القبيح, فقد كنا نرى ذلك مؤخرا ً بشكل منهجي في استغلال شرطة النظام المستبد للباعة الجائلين كدروع بشرية أمام قواته المدججة المدرعة وإلا سيتعرضوا للتنكيل والإبعاد والتضييق, رأيناه في أحداث محطة مصر في وقفة حادث قطار البدرشين, وأحداث المنشية الخاصة بالجلسات الأخيرة الخاصة بمحاكمة المتهمين بقتل شهداء الثورة بالإسكندرية, كما نراه أيضاً "للأسف" في تجنيد شرطة النظام لعدد من المحسوبين على الإعلام للعمل كمرشدين مقابل فتح فرص لا يحلمون بها في المجال. 
ولكن استخدام هذا الطريق عياناً بيانا ًمع وجود دليل ثابت تدني أخلاقي يؤكده الكواكبي وهو يبحث في نـَسب الاستبداد الذي لو كان رجلاً لقال "أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأميّ الإساءة وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعميّ الضّر، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وابنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال."

يكبر الهمّ حين ترى الوطن يذوي أمام عينيك وأنت تكتفي بالقول في حين يقوم الآخرون بفعل قهرك مستعينين عليك بذويك من شياطين الإنس, حينذاك تتجسّد المصيبة حين تذهب إلى حاملاً همومك فيُفاجئك رئيسك بقرارات عرجاء تعمل على تذكيرك دائما بأن مصر عزبة جماعته الخاصة وأنك وسواك تعمل في محيط خاص يملكه بناءاً على صفقة بعد المخلوع .

عندما يكبر الهم، تصبح المجابهة أصعب، ولكنها أيضاً تصبح ضرورية أكثر، لأنها خلاصنا الوحيد من الذل الذي نحن فيه, الذل الذي يدوس فيه الظالم على جروح المظلومين لتزيد نزيفا ً وتتقرح ليصل بخسة إلى سلب المظلوم حتى إنسانيته, فليسقط نظام يحمل الذل لمصر.

بقلم ـــ إسلام أبو المجد

الأحد، 3 فبراير 2013

نحمل الذل لمصر


نحمل الذل لمصر


لم يكتف نظام مستبد بإطلاق شرطته على مواطن بسيط جردوه من ملابسه حتى بانت سوأته , ضربوه وسحلوه حاولوا تجريده من الكرامة , وكانت الصدفة هي العامل الوحيد لكشف هذه الجريمة , صور لا يمكن تكذيبها , وأخذوه الى مستشفى لشرطة النظام حتى يكون بين أيديهم , وظلوا طوال ليل في تلفيق يخرجهم من ورطتهم , فأشاعوا أنه تم ضبطه مع 18 زجاجة ملوتوف واسلحة بيضاء , كما كلفوا أعوانهم الدائمين على قنوات الفتنة بإشاعة أن هذا المواطن " شاذ جنسيا ً " أراد من عساكر الشرطة ممارسة الرذيلة معه , ولكنهم وجدوا أن الحل أبسط وهو إنتهاك إنسانية هذا المواطن وإكراهه لتغيير أقواله وتبرئة شرطة النظام من فعلها المثبت الخسيس , وإستغلال فقره وعوزه بمكافأة ووظيفة دائمة , وإستخدام خوفه من البطش , بعد فقرة خلع الملابس والسحل العنيف .

طريق يدل على قذارة سالكيه , ويعكس وجه النظام القبيح , فقد كنا نرى ذلك مؤخرا ً بشكل منهجي في إستغلال شرطة النظام المستبد للباعة الجائلين كدروع بشرية أمام قواته المدججة المدرعة وإلا سيتعرضوا للتنكيل والإبعاد والتضييق , رأيناه في أحداث محطة مصر في وقفة حادث قطار البدرشين , وأحداث المنشية الخاصة بالجلسات الأخيرة الخاصة بمحاكمة المتهمين بقتل شهداء الثورة بالإسكندرية , كما نراه أيضاً – للأسف – في تجنيد شرطة النظام لعدد من المحسوبين على الإعلام للعمل كمرشدين مقابل فتح فرص لا يحلمون بها في المجال, ولكن إستخدام هذا الطريق عياناً بيانا ً مع وجود دليل ثابت تدني أخلاقي يؤكده الكواكبي وهو يبحث في نَسب الاستبداد الذي لو كان رجلاً لقال : ((أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأميّ الإساءة وأخي الغدر، وأختي المسكنة،وعميّ الضّر، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وابنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال)) .

يكبر الهمّ حين ترى الوطن يذوي أمام عينيك وأنت تكتفي بالقول في حين يقوم الآخرون بفعل قهرك مستعينين عليك بذويك من شياطين الأنس , حينذاك تتجسّد المصيبة حين تذهب إلى حياتك حاملاً همومك فيفجأك رئيسك بقرارات عرجاء تعمل على تذكيرك دائما بأن مصر عزبة جماعته الخاصة وأنك وسواك تعمل في محيط خاص يملكه بناءاً على صفقة بعد المخلوع .

عندما يكبر الهم، تصبح المجابهة أصعب، ولكنها أيضاً تصبح ضرورية أكثر، لأنها خلاصنا الوحيد من الذل الذي نحن فيه , الذل الذي يدوس فيه الظالم على جروح المظلومين لتزيد نزيفا ً وتتقرح ليصل بخسة إلى سلب المظلوم حتى إنسانيته , فليسقط نظام يحمل الذل لمصر. 

كرامة “سِيد الرجال” … أغلى من الحياة

كرامة “سِيد الرجال” … أغلى من الحياة
رأى عبد الرحمن الكواكبي أن الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم، ولكن الاستبداد قلب الموضوع، فجعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعوا, فيرى الاستبداد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلِّم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين.

ولا يقف الاستبداد في ربوع مصرنا عند هذا الحد فقط بل يطل برأسه القبيحة بصور انتهاك كرامة الإنسان في حلقات مسلسل انتهاكات نظام لم يتغير فيه إلا الوجوه فقط, فمن انتهاكات مبارك حيث تعذيب وسحل الداخلية للمواطنين مثل عماد الكبير وقتل خالد سعيد وسيد بلال وغيره, إلى انتهاكات المجلس العسكري منذ فض إعتصام التحرير 9 مارس 2011 مروراً بأحداث 8 إبريل, والعباسية الأولى والثانية, ومحمد محمود الأولى, ومجلس الوزراء, وكشف العذرية للمتظاهرات, ومذبحة بورسعيد الأولى, وتعرية ست البنات وإلقاء الشهداء في الزبالة وغيره, إلى إنتهاكات مرسي من محمد محمود الثانية, ومذبحة الإتحادية, والقبض على فتيات قمن بتصوير انتهاكات الداخلية, مذابح المحافظات, والقبض العشوائي للمواطنين, وتعذيب المتظاهرين المقبوض عليهم في أحداث تظاهر ضد النظام.

وقد أكد الكواكبي أن النظام المستبد يكون مستبداً في كل فروعه من الرئيس إلى الشرطي، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته، ولأن الأسافل لا يهمهم قيم الكرامة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدوهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم , والمستبدَ لا يخرج قطّ عن أنه خائن خائف محتاج لعصابة تعينه وتحميه.

والحلقة الحالية لانتهاك كرامة المصري مثيرة, أدمت مشاعر كل إنسان, حيث قامت شرطة النظام بتجريد آحد المواطنين من المتظاهرين من ملابسه تماما ًوتم الإعتداء عليه وسحله, تصوروا بغبائهم أنهم يكسروا الشعب عندما حاولوا أن يكسروا كرامته, تخيلوا بخيالهم المريض أن يخوفوا الشعب عندما حاولوا نزع آدميته, ولكن هيهات فأنت من جردتهم من كل شئ, حتى ورقة التوت التي كانت تداري سوأتهم,  فقم يا أخي فكرامتك من كرامة الوطن … أغلى من الحياة, أرفع رأسك يا "سِيد الرجال", فالهتاف في الشوارع الآن "الشعب يريد إسقاط النظام".

بقلم ـــ إسلام أبو المجد

السبت، 2 فبراير 2013

كرامة - سِيد الرجال - ... أغلى من الحياة

كرامة - سِيد الرجال - ... أغلى من الحياة

اسلام ابو المجد  
رأي عبدالرحمن الكواكبي أن الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم، ولكن الاستبداد قلب الموضوع، فجعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعوا , فيرى الاستبداد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلِّم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين.

ولا يقف الإستبداد في ربوع مصرنا عند هذا الحد فقط بل يطل برأسه القبيحة بصور إنتهاك كرامة الإنسان في حلقات مسلسل إنتهاكات نظام لم يتغير فيه إلا الوجوه فقط , فمن إنتهاكات مبارك حيث تعذيب وسحل الداخلية للمواطنين مثل عماد الكبير وقتل خالد سعيد وسيد بلال وغيره , إلى إنتهاكات المجلس العسكري منذ فض إعتصام التحرير 9 مارس 2011 مروراً بأحداث 8 إبريل , والعباسية الأولى والثانية , ومحمد محمود الأولى, ومجلس الوزراء , وكشف العذرية للمتظاهرات , و مذبحة بورسعيد الأولى , وتعرية ست البنات وإلقاء الشهداء في الزبالة وغيره , إلى إنتهاكات مرسي من محمد محمود الثانية , ومذبحة الإتحادية , والقبض على فتيات قمن بتصوير إنتهاكات الداخلية , مذابح المحافظات , والقبض العشوائي للمواطنين , وتعذيب المتظاهرين المقبوض عليهم في أحداث تظاهر ضد النظام .

وقد أكد الكواكبي أن النظام المستبد يكون مستبداً في كل فروعه من الرئيس إلى الشرطي ، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته ، ولأن الأسافل لا يهمهم قيم الكرامة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدوهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم , والمستبدَ لا يخرج قطّ عن أنه خائن خائف محتاج لعصابة تعينه وتحميه .

والحلقة الحالية لإنتهاك كرامة المصري مثيرة , أدمت مشاعر كل إنسان , حيث قامت شرطة النظام بتجريد أحد المواطنين من المتظاهرين من ملابسه تماما ًوتم الإعتداء عليه وسحله , تصوروا بغبائهم أنهم يكسروا الشعب عندما حاولوا أن يكسروا كرامته , تخيلوا بخيالهم المريض أن يخوفوا الشعب عندما حاولوا نزع آدميته , ولكن هيهات فأنت من جردتهم من كل شئ , حتى ورقة التوت التي كانت تداري سوأتهم , فقم يا أخي فكرامتك من كرامة الوطن ... أغلى من الحياة , أرفع رأسك يا " سِيد الرجال " , فالهتاف في الشوارع الآن " الشعب يريد إسقاط النظام ".  

المصدر : الحوار المتمدن 

الأحد، 27 يناير 2013

ابن أحمد النص


ابن أحمد النص
ظهور الفقراء تاريخيًا على مسرح الأحداث بشكل جماعي يهدد دائما الأنظمة الإستبدادية أياً ما كانت, هذا الظهور سواء أثناء القلاقل السياسية، والانقلابات العسكرية والصراعات المذهبية والشعوبية، والأزمات الاقتصادية، والفتن الداخلية، فهذه الانتفاضات الشعبية تكون دائما العامل الحاسم في الثورات الشعبية على الرغم من تعرض تلك الفئات للهجوم دائماً من قبل كتاب ومؤرخي الأنظمة الحاكمة والذين يصفوهم بالمتمردين الغوغاء والأوباش والحثالة من العامة, وحالياً البلطجية، أما الكتاب والمؤرخون المتعاطفون والموضوعيون فأنهم يصفون الثورات التي يقودها الفقراء بأنها دائماً لتحقيق العدل ورفع الظلم.

أحمد النص، أحد كبار منطقتي الشعبية رجل أسمر صعيدي حكيم , كان يحمل على عاتقه كل مشاكل المنطقة إلا فيما يتعلق بالإنتخابات سواء في عهد الرئيس البائد أو من هو في مقام الرئيس حالياً, فأثناء تلك الأيام كان يختفي, وكان يرفض عون أي فصيل, أفرح عندما يراني ويطلب مني الجلوس والحديث عن كثير من أمور الحياة, دائما كان بإبتسامته البشوشة يرافقني في أحلك الظروف.

وبينما نحن تحت قصف رصاصات وغاز شرطة النظام التي إشتبكت مع المتظاهرين عند المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية بدون أي داعي, وبين خرطوش وسنج مأجورين لصالح هذه الشرطة وجدت ابن أحمد النص يصول ويجول دفاعا عن المتظاهرين حيناً, وبين نقل المصابين حينا آخر, ابتسمنا في سعادة كأن كل منا وجد غايته, فعن نفسي أحسست لما رأيته أنني على الطريق الصحيح, كم فرحت كلما رأيت أصحاب الحقوق أنفسهم يطالبون بها, ويقاتلون من أجل الوصول إليها, تحادثنا وهتفنا ولما وجدنا مسيرة لشباب من إحدى المناطق الشعبية تهتف "عيش – حرية – عدالة إجتماعية" دخلنا معها إلى عمق الأحداث في مواجهة إرهاب النظام لحلم الثورة, نقلنا معا المستشفى الميداني مرتين بعد وصول قنابل الغاز إليها, سألني: "وأيه الحل ؟ ", قلت له: "فكر إنت لازم يكون عندك رأي في إيه الحل".

إنه من السطحية والسذاجة أو التحريض أقوال تتردد عن أشكال وزي والطبقة التي ينتمي إليها الثوار في الميادين الآن, ويرددون أنهم ليسوا ثوار 25 يناير, وهذا تأكيد على إقصاء طبقي للفقراء في أداء دورهم الثوري عن جهل أو عمد, إن تواجد ابن أحمد النص دليل تجذر الثورة الذي يحاولون إجهاضه, فتواجده هو تأكيد على أن الثورة تحفر في الصخر في مسارها الصحيح, فهؤلاء من خلقوا الثورة بنزولهم مع نشطاء الفيس بوك, ومن حماها, ومن بذل الدماء من أجلها, فطوبى للفقراء.

إن النار تحت الرماد لاتزال مشتعلة والشغف الثوري لدى الفقراء لم ينطفئ ولم يحصلوا على شئ بل إنهم يفقدوهم كل شئ  ببطء قاتل, حريتهم وكرامتهم وخبزهم وكما أن عودة النظام البائد معدلا أصبح حقيقة, فدعونا نعترف معا بأن الشعلة اليوم مع الفقراء, وأنهم قادمون لإنقاذ الثورة, لذلك دعونا نكون معهم, نندمج بينهم, ونكمل معهم الصف, فلننادي جميعًا… الثورة مستمرة.

بقلم – إسلام أبو المجد

إبن أحمد النص

إبن أحمد النص
اسلام ابو المجد  

ظهور الفقراء تاريخيا ً على مسرح الأحداث بشكل جماعي يهدد دائما الأنظمة الإستبدادية اياً ما كانت , هذا الظهور سواء أثناء القلاقل السياسية، والانقلابات العسكرية والصراعات المذهبية والشعوبية، والأزمات الاقتصادية، والفتن الداخلية، فهذه الانتفاضات الشعبية تكون دائما العامل الحاسم في الثورات الشعبية على الرغم من تعرض تلك الفئات للهجوم دائماً من قبل كتاب ومؤرخي الأنظمة الحاكمة والذين يصفوهم بالمتمردين الغوغاء والأوباش والحثالة من العامة , وحالياً البلطجية، أما الكتاب والمؤرخون المتعاطفون والموضوعيون فأنهم يصفون الثورات التي يقودها الفقراء بانها دائماً لتحقيق العدل ورفع الظلم.

أحمد النص أحد كبار منطقتي الشعبية رجل أسمر صعيدي حكيم , كان يحمل على عاتقه كل مشاكل المنطقة إلا فيما يتعلق بالإنتخابات سواء في عهد الرئيس البائد أو من هو في مقام الرئيس حالياً , فأثناء تلك الأيام كان يختفي , وكان يرفض عون أي فصيل , أفرح عندما يراني ويطلب مني الجلوس والحديث عن كثير من أمور الحياة , دائما كان بإبتسامته البشوشة يرافقني في أحلك الظروف.

وبينما نحن تحت قصف رصاصات وغاز شرطة النظام التي إشتبكت مع المتظاهرين عند المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية بدون أي داعي , وبين خرطوش وسنج مأجورين لصالح هذه الشرطة وجدت إبن أحمد النص يصول ويجول دفاعا ً عن المتظاهرين حيناً , وبين نقل المصابين حينا ً آخر , أبتسمنا في سعادة كأن كل منا وجد غايته , فعن نفسي أحسست لما رأيته أنني على الطريق الصحيح , كم فرحت كلما رأيت أصحاب الحقوق أنفسهم يطالبون بها , ويقاتلون من أجل الوصول إليها , تحادثنا وهتفنا ولما وجدنا مسيرة لشباب من إحدى المناطق الشعبية تهتف " عيش – حرية – عدالة إجتماعية " دخلنا معها إلى عمق الأحداث في مواجهة إرهاب النظام لحلم الثورة , نقلنا معا ً المستشفى الميداني مرتين بعد وصول قنابل الغاز إليها , سألني : " وأيه الحل ؟ " , قلت له : " فكر إنت لازم يكون عندك رأي في أيه الحل ".

أنه من السطحية والسذاجة أو التحريض أقوال تتردد عن أشكال وزي والطبقة التي ينتمي إليها الثوار في الميادين الآن , ويرددوا أنهم ليسوا ثوار 25 يناير , وهذا تأكيد على إقصاء طبقي للفقراء في أداء دورهم الثوري عن جهل أو عمد , إن تواجد إبن أحمد النص دليل تجذر الثورة الذي يحاولون إجهاضه , فتواجده هو تأكيد على أن الثورة تحفر في الصخر في مسارها الصحيح, فهؤلاء من خلقوا الثورة بنزولهم مع نشطاء الفيس بوك , ومن حماها , ومن بذل الدماء من أجلها , فطوبى للفقراء.

إن النار تحت الرماد لاتزال مشتعلة والشغف الثوري لدى الفقراء لم ينطفئ ولم يحصلوا على شئ بل إنهم يفقدوهم كل شئ ببطء قاتل , حريتهم وكرامتهم وخبزهم و كما أن عودة النظام البائد معدلا ً أصبح حقيقة , فدعونا نعترف معا ً بأن الشعلة اليوم مع الفقراء , وأنهم قادمون لإنقاذ الثورة , لذلك دعونا نكون معهم , نندمج بينهم , ونكمل معهم الصف , فلننادي جميعا ً ... الثورة مستمرة  


المصدر :الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26  

الخميس، 24 يناير 2013

يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم

يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم
الوهم لغة هو الظن الفاسد والخداع الحسي وكل ما هو غير مطابق للواقع, والوهم تعريفًا هو إدراك الواقع على غير ما هو, والوهم من وجهة نظرفلسفية هو كل خطأ في الإدراك الحسي أو في الحكم بشرط أن يعد هذا الخطأ طبيعيا بمعنى أن الذي يرتكبه يكون قد خدعته المظاهر, وتلجأ أنظمة حاكمة إلى الوهم من أجل الحفاظ على استمرارها أمام المواطنين بوضع أقنعة من الوهم فتحتمي بصورة وهمية خوفا ً من رد فعل العامة إذا رأوا الحقيقة.

هذا الوهم الذي استخدمه النظام الحاكم في مصر على مدار سنوات طويلة من ضمنها سنوات حكم حسني مبارك قبل بدء الثورة المصرية أو شهور حكم محمد مرسي بعدها, وإذا كان الوهم أداة لحماية وجود هذا النظام, فالوهم وظيفي, لكن بمقدار ما يكون حاميا ً يكون كاشفاً, إن كل يوم يكشف ركن جديد من أركان الوهم الذي يحيط المصريين, كل يوم تسقط أشخاص وأحداث وأفكار من دائرة الحقيقة إلى دائرة الكذب, كل يوم تسقط أقنعة العار.

لقد كانت أحداث محاكمة المتهمين بقتل الثوار بالإسكندرية على مدار ثلاثة أيام ولاتزال مستمرة أحد المحطات الهامة الدالة على هذا الوهم, وهم الديموقراطية، وهم الحرية, وهم استقلال القضاء وهم عجلة الإنتاج ووهم التغيير, فقد كان دور هذه الكذبة الكبرى إيهام المصريين للعمل من خلال أبواب خلفية على قتل الحلم الثوري في عيش – حرية – عدالة إجتماعية وكرامة إنسانية, الحلم الذي خرج في سبيله الملايين, وأصيب فيه الالاف, واستشهد من أجله المئات, وكما كان هذا الوهم يعمل على حماية النظام, كان كاشفاً لقبحه وظلمه, وقبح من يعمل معه وتحت إمرته, وهنا يظهر التناقض.

إن اعتداء شرطة النظام على أهالي الشهداء والمتضامنين معهم خارج المحكمة إلى رفض قضاة المحكمة سماع مرافعة محاميي أصحاب الحق المدني في القضية, وقيام شرطة النظام بجولة من إظهار القوة الغاشمة من ضرب وسحل وغاز, مع جلب مأجورين للوقوف كدروع بشرية وكلاب تنهش في الشعب المصري في اليوم الأول, وفي اليوم الثاني تصاعد الموقف نتيجة عبثية تنحي قضاة المحكمة عن نظر الدعوى إلى ضرب قوات الأمن المركزي للمحامين وأهالي الشهداء داخل قاعة المحكمة, وفي خارج المحكمة حاول أعوان الظلمة كسر الثوار فزادوا عدد المأجورين وقوات الأمن المركزي وجاءوا بمدرعاتهم المكهربة وغازهم الجديد, لكن لم يكسر الثوار اعتقال أكثر من 30 مواطن عشوائيا ً, لم يكسرهم تساقط المواطنين من القذف العشوائي لقنابل الغاز وسط أسواق محطة الرمل.

اسئلوا البائع القعيد أمام البورصة التجارية كيف لم يترك فرشته وقنبلة الغاز تتراقص فوقها, وكيف جذب زوجته للقيام بابنه ذي الستة أشهر بعد أن شلهم ضباب الغاز, اسئلوا كيف وقف شاب أمام مدفع غاز المدرعة وضابط شرطة النظام يطلب منه التراجع حتى يستطيع أن يضرب من خلفه, اسئلوا كيف تراقصت المدرعة أمام رشق حجارة الثوار وضابط شرطة النظام مرتعب لفقدانه خوذته في مواجهة من لا يملكون دروعاً.

وليلاً تحمل تمثيلية إقتحام المحكمة برسالة أننا نعمل على الحصول على سبب للتخويف والقمع, ويأتي اليوم الثالث بإنتهاك حقوق المقبوض عليهم بعدم عرض المتهمين بحضور محامين, والعمل على نقل التحقيقات إلى برج العرب بما أدى الى إستنكار الثوار, فما كان من تدبير إلا تلفيق قضايا تحريض للأسماء المعلومة لديهم من الثوار, واستدراج أحدهم وهو حسن مصطفى داخل أحد مكاتب النيابة العامة لتلفيق قضية اعتداء على موظف عام والسب والقذف ودليل الإثبات تقرير طبي يثبت إحمرار بالخدود, أخذوه ليخاف الثوار فكأن الثوار يهتفون "أليس بينكم رجل رشيد ".

الوهم غشاء يغطي الإستبداد والكذب والغش, طوبى لكل من يحطمه, فليمحو الجرافيتي, وليكمموا الأفواه في الصحف والإعلام, وليسحلوا, وليعتقلوا, بل وليقتلوا, أنهم بغرور يذهبون بعمى قلوبهم إلى الهاوية, بينما يتحطم الوهم.

بقلم – إسلام أبو المجد

الثلاثاء، 22 يناير 2013

يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم

يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم
اسلام ابو المجد  


الوهم لغة هو الظن الفاسد والخداع الحسي وكل ما هو غير مطابق للواقع , والوهم تعريفًا هو إدراك الواقع على غير ما هو , والوهم من وجهة نظرفلسفية هو كل خطأ في الإدراك الحسي أو في الحكم بشرط أن يعد هذا الخطأُ طبيعيا بمعنى أن الذي يرتكبه يكون قد خدعته المظاهر , وتلجأ أنظمة حاكمة الى الوهم من أجل الحفاظ على إستمرارها أمام المواطنين بوضع أقنعة من الوهم فتحتمي بصورة وهمية خوفا ً من رد فعل العامة إذا رأوا الحقيقة.

هذا الوهم الذي إستخدمه النظام الحاكم في مصر على مدار سنوات طويلة من ضمنها سنوات حكم حسني مبارك قبل بدء الثورة المصرية أو شهور حكم محمد مرسي بعدها , وإذا كان الوهم أداة لحماية وجود هذا النظام , فالوهم وظيفي , لكن بمقدار ما يكون حاميا ً يكون كاشفاً , إن كل يوم يكشف ركن جديد من اركان الوهم الذي يحيط المصريين , كل يوم تسقط أشخاص وأحداث وأفكار من دائرة الحقيقة إلى دائرة الكذب , كل يوم تسقط أقنعة العار.

لقد كانت أحداث محاكمة المتهمين بقتل الثوار بالإسكندرية على مدار ثلاثة أيام ولاتزال مستمرة أحد المحطات الهامة الدالة على هذا الوهم , وهم الديموقراطية , وهم الحرية , وهم إستقلال القضاء وهم عجلة الإنتاج ووهم التغيير , فقد كان دور هذه الكذبة الكبرى ايهام المصريين للعمل من خلال أبواب خلفية على قتل حلم الثوري في عيش – حرية – عدالة إجتماعية وكرامة إنسانية , الحلم الذي خرج في سبيله الملايين , وأصيب فيه الالاف ,واستشهد من أجله المئات , وكما كان هذا الوهم يعمل على حماية النظام , كان كاشفاً لقبحه وظلمه , وقبح من يعمل معه وتحت إمرته, وهنا يظهر التناقض.

إن اعتداء شرطة النظام على أهالي الشهداء والمتضامنين معهم خارج المحكمة إلى رفض قضاة المحكمة سماع مرافعة محاميي أصحاب الحق المدني في القضية , وقيام شرطة النظام بجولة من إظهار القوة الغاشمة من ضرب وسحل وغاز , مع جلب مأجورين للوقوف كدروع بشرية وكلاب تنهش في الشعب المصري في اليوم الأول , وفي اليوم الثاني تصاعد الموقف نتيجة عبثية تنحي قضاة المحكمة عن نظر الدعوى إلى ضرب قوات الأمن المركزي للمحامين وأهالي الشهداء داخل قاعة المحكمة , وفي خارج المحكمة حاول أعوان الظلمة كسر الثوار فزادوا عدد المأجورين وقوات الأمن المركزي وجاءوا بمدرعاتهم المكهربة وغازهم الجديد , لكن لم يكسر الثوار اعتقال أكثر من 30 مواطن عشوائيا ً , لم يكسرهم تساقط المواطنين من القذف العشوائي لقنابل الغاز وسط اسواق محطة الرمل , اسئلوا البائع القعيد امام البورصة التجارية كيف لم يترك فرشته وقنبلة الغاز تتراقص فوقها , وكيف جذب زوجته للقيام بابنه ذي السته أشهر بعد أن شلهم ضباب الغاز, أسئلوا كيف وقف شاب أمام مدفع غاز المدرعة وضابط شرطة النظام يطلب منه التراجع حتى يستطيع أن يضرب من خلفه , اسئلوا كيف تراقصت المدرعة أمام رشق حجارة الثوار وضابط شرطة النظام مرتعب لفقدانه خوذته في مواجهة من لا يملكون دروعاً.

وليلاً تحمل تمثيلية إقتحام المحكمة برسالة أننا نعمل على الحصول على سبب للتخويف والقمع , ويأتي اليوم الثالث بإنتهاك حقوق المقبوض عليهم بعدم عرض المتهمين بحضور محامين , والعمل على نقل التحقيقات الى برج العرب بما أدى الى إستنكار الثوار , فما كان من تدبير إلا تلفيق قضايا تحريض للاسماء المعلومة لديهم من الثوار , وإستدراج أحدهم وهو حسن مصطفى داخل أحد مكاتب النيابة العامة لتلفيق قضية أعتداء على موظف عام والسب والقذف ودليل الإثبات تقرير طبي يثبت إحمرار بالخدود , أخذوه ليخاف الثوار فكأن الثوار يهتفون "أليس بينكم رجل رشيد ".

الوهم غشاء يغطي الإستبداد والكذب والغش , طوبى لكل من يحطمه , فليمحو الجرافيتي , وليكمموا الأفواه في الصحف والإعلام , وليسحلوا ,وليعتقلوا, بل وليقتلوا , أنهم بغرور يذهبون بعمى قلوبهم إلى الهاوية , بينما يتحطم الوهم.

الاثنين، 21 يناير 2013

أحمد وطارق وإسلام

 
أحمد وطارق وإسلام 

بقلم : عمرو خفاجي 


حينما ترددت أنباء عن أن فنان التمثيل الكبير، عادل إمام، ينوى القيام ببطولة فيلم سينمائى، يحمل عنوان «حسن ومرقص»، (تم إنتاجه بالفعل فى يوليو من عام ٢٠٠٨ ( كان السؤال الذى تناثر فى ذلك الوقت، بين الجد والهزل، وأين كوهين؟ باعتبار أن مبدعنا الكبير الراحل بديع خيرى أطلق الفكرة وناقشها، بشكل مختلف طبعا، فى مسرحية تحمل الأسماء الثلاثة: حسن ومرقص وكوهين،  فى دلالة واضحة لتركيبة مصرية أصيلة كانت سائدة فى ذلك الزمان) المسرحية عرضت أول مرة يوم ١٦ نوفمبر عام ١٩٤١(  وقد شارك نجيب الريحانى فى كتابة الفكرة المستوحاة من لافتة محل تجارى ( أ. بسخرون وص. عثمان ).

انفصال كوهين،  كان طبيعيا فى عام ٢٠٠٨، فقد مرت فى النهر مياه كثيرة، لايتسع المجال لذكرها الآن، وربما لم يكن سؤال «أين كوهين؟» هو السؤال الذى كانت إجابته تشغل البعض، لكن الخوف الذى لم يعلنه أحد وقتها هل من الممكن أن تكون هذه القصة بعد سنوات أخرى تحمل اسم« حسن وبس»؟ والدلالة لهذه المزحة القاسية المرعبة،  لا تحتاج لأى شروحات أو تعليقات.

هذه المزحة، لم تغادر تفكير البعض، وإن بقيت ساكنة بداخلهم. دون ان يمنع السكون جاهزيتها للانطلاق، وبدا ذلك واضحا، بعد ثورة يناير، خاصة مع ما تعرضت له مصر من أفكار إقصائية، عدائية، تجاه كل من يختلف مع من تصوروا أنهم أصحاب الحل والعقد فى هذا البلد.

فى المقابل، كانت أسماء ثلاثة «أحمد وطارق وإسلام» تحمل بكل وضوح  عدم رضائها عن فكرة انتهاء القصة الأصلية بـ«حسن وبس» وأن هذا البلد لن يسمح بإقصاء أحد أبدا، وأن الشباب هم فى مقدمة من سيقومون بهذه المهمة. 

«أحمد وطارق وإسلام»  ثلاثة شباب اقتربت منهم،  أثناء دورة تدريبية عن الصحافة الإقليمية، بمدينة الأقصر، قبل شهرين تقريبا، لاحظت اندماجهم وتلاصقهم وتحركهم بشكل جماعى، وقت التدريب معا، ووقت الجلوس إلى مائدة الطعام معا أيضا مع بعض الضحكات الصافية والحوارات الهادئة، ولفت انتباهى، تلاحمهم المستمر وعرفت أن ثلاثتهم من الإسكندرية، فاكتفيت بتفسير  الجغرافيا، خاصة أن بقية المتدربين كانوا من محافظات الصعيد، وآخرين كانوا من تونس.

وبعد يومين، كانت المفاجأة، أحمد عضو فى جماعة الإخوان المسلمين، وطارق ليبرالى التوجه، بينما كان إسلام اشتراكيا ثوريا، أى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وتوقفت طويلا وكثيرا عند هؤلاء الشباب، وجدت الكثير من الخلاف فى الرأى.. كما وجدت الكثير من التوافق والبهجة.. كان الخلاف واضحا.. والتوافق أكثر وضوحا.

وبعد انتهاء الدورة التدريبية، ركبنا جميعا عربة واحدة فى الطريق إلى مطار الأقصر، حيث سيطيرون معنا إلى القاهرة ثم يسافر ثلاثتهم بالقطار إلى مدينتهم الإسكندرية التى كانت تشهد بعض التوترات بعد إحراق عدد من مقار« الحرية والعدالة»، كان الثلاثة يفكرون فى كيفية حماية بعضهم لبعض، إذا ما واجهتهم أى مشكلة من فريق أى تيار.. كانوا يسردون السيناريوهات المختلفة وهم يضحكون.

مع إقلاع الطائرة.. أدركت أن القصة لن تنتهى أبدا بـ«حسن وبس»  بينما كان أحمد وطارق وإسلام مستمرين فى الحوار بجدية.. وحدة.. وحب.. وبهجة.
 المصدر : الشروق

الثلاثاء، 8 يناير 2013

أهالي الحضرة الجديدة والمطار يقطعون الطريق السريع

أهالي الحضرة الجديدة والمطار يقطعون الطريق السريع
حريتنا- إسلام أبو المجد
قام أهالي الحضرة الجديدة والمطار اليوم الثلاثاء، بقطع الطريق السريع في محيط المنطقة الممتدة من شركة الأخشاب المصرية ومستشفى طلعت مصطفى؛ احتجاجاً على عدم استجابة أجهزة المحافظة لاستغاثتهم لغرق منازلهم نتيجة لضعف شبكة الصرف الصحى بالمنطقة.

يأتي ذلك في الوقت الذى تضررت فيه عدد كبير من المناطق في الإسكندرية من أمطار نوه رأس السنة في ظل ضعف استعدادات المحافظة لمواجهتها, وذلك أدى إلى ضعف سيولة المرور بتلك المناطق , وغرق مناطق أخرى بمستويات غير مسبوقة.
المصدر : حريتنا بحري

الاثنين، 7 يناير 2013

“لا للمحاكمات العسكرية” بالإسكندرية تنظم وقفة احتجاجية للتضامن مع أهالي القرصاية

“لا للمحاكمات العسكرية” بالإسكندرية تنظم وقفة احتجاجية للتضامن مع أهالي القرصاية
حريتنا- إسلام أبو المجد
تنظم حركة لا للمحاكمات العسكرية بالإسكندرية، ـغدا الثلاثاء، وقفة  احتجاجية، أمام نصب الجندي المجهول بمنطقة المنشية؛ وذلك للتضامن مع أهالي جزيرة القرصاية الذين يتم محاكمتهم عسكرياً  في نفس اليوم.

ومن جانبها قالت ماهينور المصري- ناشطة سياسية- : ” يوم الثلاثاء سيتم تنظيم وقفة في القاهرة تضامنا معاهم، وفى الإسكندرية حنتضامن معاهم في نفس الوقت كبداية حملة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين ” .

يذكر أن قصة جزيرة القرصاية بدأت في 2007، حيث أصدر مجلس الوزراء قرارا بإخلاء جزيرة القرصاية من سكانها بدعوى تحويل أرضها إلى محمية طبيعية في حين نشرت بعض الصحف وقتها خطط الحكومة في استثمار الجزيرة و تحويلها لمنشأة سياحية.

فيما طعن أهالى الجزيرة على القرار الصادر من مجلس الوزراء، فحكمت محكمة القضاء الإدارى لصالحهم، وأقرت أحقية سكان الجزيرة فى البقاء بمساكنهم, كما طعن مجلس الوزراء ووزارة الزراعة ومحافظة الجيزة على الحكم في نفس السنة.

وفي 2007 حاول الجيش بالفعل اخلاء الجزيرة بالقوة لكن الأهالي تصدوا لهم و قامت حركة شعبية للتضامن معهم فجمدت خطط الجيش و الحكومة للجزيرة “مؤقتا” , كما أنه في 6 فبراير 2010 حكمت محكمة القضاء الإداري على مجلس الوزراء ووزارة الزراعة بعدم إخلاء جزيرة القرصاية وأكدت أحقيّة أهالى الجزيرة فى البقاء بمساكنهم بحكم نهائي وملزم.
 المصدير : حريتنا بحري

السبت، 5 يناير 2013

فرنسا تمنح أوسمة لخمس شخصيات سكندرية

فرنسا تمنح أوسمة لخمس شخصيات سكندرية
حريتنا- إسلام أبو المجد
قدمت دومينيك فاج- القنصل العام لقنصلية فرنسا بالإسكندرية- أوسمة الشرف الأكاديمية إلى خمس شخصيات سكندرية بارزة في عالم التعليم المصري، وذلك تقديراً لحياتهم المهنية في خدمة ازدهار الثقافة واللغة الفرنسية.

حيث حصلت السيدة نرمين شهيب على وسام شرف برتبة فارس هو تتويج لخدمة عالية الجودة للفرنكوفونية الجامعية ، خاصة و هي رئيسة القسم الفرنسي في كلية التربية في الإسكندرية.

كما منحت القنصلية الدكتور شريف ديلاور، أستاذ منتدب في جامعة سنجور هو أحد أبرز المتخصصين في التنمية، والإدارة الاقتصادية ، والتغيرات التكنولوجية أحد الأوسمة ، حيث جاء وسام الشرف مكافأة لمشاركته  في الأكاديمية والحياة العامة وقطاع الأعمال، فضلا عن منح حنان الرقاد التي حصلت على رتبة فارس لمساهمتها الواضحة في الفرانكفونية أولا في كلية سان مارك، حيث كانت أستاذة لغة فرنسية ومديرة المكتبة الفرنسية، ومكتبة الإسكندرية، حيث تعمل مديرا لوحدة العلاقات الدولية.

كما حصل السيد محمد توفيق الروينى- أستاذ الجراحة ومدير القسم الفرنسي لكلية الطب في الإسكندرية-، على وسام الشرف تقديرا لحياة مهنية طويلة ومتميزة، والجمع بين ممارسة الطب والتعليم في فرنسا و في الإسكندرية.

و تلقت السيدة شفيقة منصور وسام الشرف تقديرا لمساهمتها المتعددة في العمل التربوي ، التعليم المسرحي، بعد رحلة تميز كبيرة حتى أصبحت خبيرة معترف بها في الأدب الفرنسي في القرن العشرين.
المصدر : حريتنا بحري

الغرفة التجارية بالإسكندرية تطالب الحكومة بسرعة تنفيذ اتفاقية قرض صندوق النقد الدولي

الغرفة التجارية بالإسكندرية تطالب الحكومة بسرعة تنفيذ اتفاقية قرض صندوق النقد الدولي
حريتنا- إسلام أبو المجد
عقد مجلس إدارة الغرفة التجارية بالإسكندرية ، أمس،اجتماعا طارئاً لدراسة ما عرضه ممتاز السعيد وزير المالية من اجراءات للإصلاح المالي والهيكلى بهدف الخروج من الازمة الحالية.
ومن جانبه قال أحمد الوكيل- رئيس الغرفة ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية- :” مجلس ادارة الغرفة يعلن عدم الأمان الاقتصادي إذا استمرت الأوضاع في مصر على ما هي ، حيث تدمير البنية التحتية الاقتصادية وانسحاب الاستثمار، داخلياً كان أو خارجياً، نظرا لزيادة المخاطرة والضبابية في بيئة الأعمال لغياب الرؤية والتوجه” .
وحذر “الوكيل” من فقدان الأسواق التصديرية وتحول مسار الاستثمارات والسياحة، واتساع عجز الموازنة، مما سيؤثر سلبيا على انسياب وتدفق السلع للأسواق، وبالتالي توافرها وسعرها, مؤكداً على أن مصر تحتاج جراحة عاجلة تتطلب بعض من الإجراءات التحضيرية المؤلمة اللازمة، وهو ما نوت اليه بالفعل الإدارة المصرية من خلال حزمة من الإجراءات التقشفية في إدارة السياسة المالية.
 وأضاف “الوكيل” أن المجلس لا يعترض على تلك الإجراءات شريطة أن تكون مقدمة لتغيير هيكلي في فلسفة إدارة اقتصاد مصر، محذراً من أن يكون العلاج قائم فقط على محاولات احتواء العجز بزيادة الضرائب والتقشف.
 وطالب “الوكيل” مجلس إدارة الغرفة التجارية بالإسكندرية بوضع رؤية واضحة المعالم ومنهج يحوي بشائر التغيير الذي ينقلنا بحق إلى مصاف الدول التي سبقت محققا آمال وطموحات هذا الشعب الذي طال انتظاره, مؤكدا على حتمية توافق كافة الاطراف على انهاء اتفاقية صندوق النقد الدولى، والتى سيسمح بتدفق الاستثمارات والسياحة الاجنبية المتوقفة حاليا، وحصول مصر على منح مجمدة تتجاوز 2 مليار دولار من أمريكا والاتحاد الأوروبي والمانيا، الى جانب العديد من القروض الميسرة بفترات سماح تساعد على زيادة حجم الاستثمارات بالموازنة لتكون حزمة تحفيزية للاقتصاد، تساعد على الخروج من الأزمة الحالية.