الأحد، 3 فبراير 2013

كرامة “سِيد الرجال” … أغلى من الحياة

كرامة “سِيد الرجال” … أغلى من الحياة
رأى عبد الرحمن الكواكبي أن الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم، ولكن الاستبداد قلب الموضوع، فجعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعوا, فيرى الاستبداد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلِّم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين.

ولا يقف الاستبداد في ربوع مصرنا عند هذا الحد فقط بل يطل برأسه القبيحة بصور انتهاك كرامة الإنسان في حلقات مسلسل انتهاكات نظام لم يتغير فيه إلا الوجوه فقط, فمن انتهاكات مبارك حيث تعذيب وسحل الداخلية للمواطنين مثل عماد الكبير وقتل خالد سعيد وسيد بلال وغيره, إلى انتهاكات المجلس العسكري منذ فض إعتصام التحرير 9 مارس 2011 مروراً بأحداث 8 إبريل, والعباسية الأولى والثانية, ومحمد محمود الأولى, ومجلس الوزراء, وكشف العذرية للمتظاهرات, ومذبحة بورسعيد الأولى, وتعرية ست البنات وإلقاء الشهداء في الزبالة وغيره, إلى إنتهاكات مرسي من محمد محمود الثانية, ومذبحة الإتحادية, والقبض على فتيات قمن بتصوير انتهاكات الداخلية, مذابح المحافظات, والقبض العشوائي للمواطنين, وتعذيب المتظاهرين المقبوض عليهم في أحداث تظاهر ضد النظام.

وقد أكد الكواكبي أن النظام المستبد يكون مستبداً في كل فروعه من الرئيس إلى الشرطي، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته، ولأن الأسافل لا يهمهم قيم الكرامة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدوهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم , والمستبدَ لا يخرج قطّ عن أنه خائن خائف محتاج لعصابة تعينه وتحميه.

والحلقة الحالية لانتهاك كرامة المصري مثيرة, أدمت مشاعر كل إنسان, حيث قامت شرطة النظام بتجريد آحد المواطنين من المتظاهرين من ملابسه تماما ًوتم الإعتداء عليه وسحله, تصوروا بغبائهم أنهم يكسروا الشعب عندما حاولوا أن يكسروا كرامته, تخيلوا بخيالهم المريض أن يخوفوا الشعب عندما حاولوا نزع آدميته, ولكن هيهات فأنت من جردتهم من كل شئ, حتى ورقة التوت التي كانت تداري سوأتهم,  فقم يا أخي فكرامتك من كرامة الوطن … أغلى من الحياة, أرفع رأسك يا "سِيد الرجال", فالهتاف في الشوارع الآن "الشعب يريد إسقاط النظام".

بقلم ـــ إسلام أبو المجد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق