السبت، 3 نوفمبر 2012

الغضب الأمريكي ... هل هي نسائم ثورة اجتماعية ؟

الغضب الأمريكي ... هل هي نسائم ثورة اجتماعية ؟

يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية لن تكون بمعزل عن مخاطر التغيير حيث تنادت دعوات الى تنظيم يوم الغضب الامريكي السلمي في 17 سبتمبر 2011, ويدعو المخططون لهذا اليوم الى انتفاضة الشعب الامريكي ضد سلطات الدولة عبر الاعتصام في كل من واشنطن (العاصمة السياسية)، ومنهاتن في نيويورك (العاصمة الاقتصادية الحقيقية للولايات المتحدة)، ويتم خلالها الاعتصام بشارع وول ستريت وهو اكثر المناطق الاقتصادية اهمية ليس في الولايات المتحدة وحدها بل في العالم, على الرغم أنه لم تعرف مكانة للولايات المتحدة الامريكية مع بزوغ فجر القرن الحادي و العشرين ما يضارعها في العلاقات الدولية على مر العصور , ويمكن أن نستحضر هنا الامبراطورية الرومانية في اوج ازدهارها قبل الفي عام لنجد حالة مماثلة مع اختلاف السياق التاريخي , لقد فتحت روما العالم آنذاك بقوة السلاح , و استمدت قوتها من جيوشها و كتائب جندها , أما الولايات المتحدة الامريكية فقد غزت العالم بمجموعة مؤثرة من السلع الاستهلاكية مثل الجينز , وافلام هوليود , والكوكاكولا , وموسيقى الروك اند رول , والسيارات الرياضية , وغرف الدردشة الالكترونية فشبكة الانترنت التي تعتبر من أقوى وسائل الاتصالات المتداولة هى أساسا ً ابتكارا ً أمريكيا ً , ومن هنا كانت دوما الولايات المتحدة الامريكية أمبراطورية سلاحها الثروة القائم على أسس رأسمالية الفت على الأستغلال منذ أول قدم وضعت على ارض تلك القارة وعمليات الابادة لمن سموا جهلا ً بالهنود الحمر حتى قال فردريك تيرنر 1893 " إن التاريخ الامريكي بدرجة كبيرة هو تاريخ استعمار الغرب العظيم , فوجود مناطق واسعة من الارض و تقدم الاستيطان باتجاه الغرب , يشرحان التاريخ الانريكي " , الى اكبر عملية استغلال منظم للعبيد أدى مجرد اعلان تحريرهم الى حرب أهلية , يلي ذلك عصور من استغلال فائض القيمة من خلال عصور من النشغيل الجائر للعمال و النساء و الأطفال والمهاجرين الغير شرعيين التي تم وصفها في تقرير " الاكاديمية القومية للعلوم " بأنها وفرت للأمة ككل منافع اقتصادية معتدلة , كما أن الحروب في التاريخ الامريكي اعتبرت احدى اهم ادوات امبراطورية الثروة لذلك كان الوصف الحق لما يحدث " إن عصب المال حرب لا تهدأ " , و الولايات المتحدة الامريكية لا تهتم الا بالمصلحة فهي تصادق و تشارك كل من لهم مصلخة معها دونما اعتبار لاتفاقه او اختلافه معها في المثل و القيم الاخلاقية و الاجتماعية , فهي على استعداد لحماية انظمة عميلة وديكتاتورية مثلما حدث في امريكا اللاتينية و الشرق الاوسط و ليس مبارك المخلوع من هذا ببعيد , لأن لها مصالح معها على الرغم من ادعائها تشجيع الديمقراطية وحماية حقوق الانسان .
الا ان كل هذا لم يشفع لها امام مواطنيها حيث يعيش اثنان و خمسون مليون مواطن امريكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق