السبت، 3 نوفمبر 2012

الفقراء قادمون

الفقراء قادمون

الفقر ظاهرة معقدة ذات ابعاد متعددة اقتصادية واجتماعية وربما سياسية وتاريخية. ويختلف مفهوم الفقر باختلاف البلدان والثقافات والازمنة. ولكن من المتفق عليه ان الفقر هو حالة من الحرمان المادي التي تتجلى أهم مظاهرها في انخفاض استهلاك الغذاء، كما ونوعا، وتدني الحالة الصحية والمستوى التعليمي والوضع السكني، والحرمان من تملك السلع المعمرة والأصول المادية الأخرى، وفقدان الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات، وإلى جانب الحرمان المادي يشخص البعض اوجهاً أخرى للفقر من أهمها التهميش والاعتمادية، وضعف القدرة على اتخاذ القرارات وممارسة حرية الاختيار والتصرف بالأصول الإنتاجية ومواجهة الصدمات الخارجية والداخلية، وعدم الشعور بالأمان، عليه يمكن القول إن هناك أنواع مختلفة من الفقر هي الفقر المادي والفقر المعنوي وفقر المشاركة وفقر الاستقلالية وفقر الحماية .

والفقراء هم تلك الفئة من المجتمع التي تعاني من ظاهرة الفقر من كل الأنواع، ويطلق عليها عدة أسماء مثل العامة والجماهير و الرعاع وغيرها من الأسماء، وهم أكثر الفئات المتضررة من الظلم و القهر الذين يولدهما الفقر، وأكثر الفئات التي يتم إستغلالها من قبل فئات المجمع الأخرى على الرغم من أنهم دائما و أبداً الأكثرية، وقد عرفهم المقريزي بأنهم "الصعاليك و الشطار والعيار والحرافيش وأصحاب المهن المحقرة وأشباههم من المعدمين والفقراء والجياع والعاطلين على العمل الذين طحنهم الفقر وأعجزتهم البطالة بسبب سوء تدبير الزعماء والحكام وغفلتهم عن مصالح العباد وأنهماكهم  في الملذات فضاقوا ذرعا ً بغياب القانون وغيبوبة السلطان وغباوة العسكر وأهل الدولة " , و قد قال الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: "أنا الشرُّ، وأبي الظلم، وأمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسْكَنة، وعمي الضُّرّ، وخالي الذُّلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق