السبت، 3 نوفمبر 2012

حرث البحر الغريب

حرث البحر الغريب

قرأت في الصحف منذ أسابيع عودة جثماني الصيادين؛ اللذين لقيا مصرعهما أثناء قيام سفينة عسكرية تونسية بإيقاف مركب صيد مصري حاول الهرب، وأطلق على ركابه النار، إثر اكتشاف اختراقه المياه الإقليمية التونسية بصورة غير مشروعة، هذه الميتة الشنعاء أثناء البحث عن الرزق بعيدًا عن أرض الوطن، تثير تساؤلنا لماذا لجأ هذان الصيادان إلى الصيد قرب المياه الإقليمية التونسية؟ بعد أن تعرضت مصادرنا السمكية التي تمتد لمساحات تبلغ حولي 11.2 مليون فدان في البحر المتوسط والبحر الأحمر، للخراب والدمار بالصيد الجائر عن طريق أعمال الصيد بالتفجير بالديناميت والصيد بالمواد السامة والصيد بالكهرباء، لم يجد الصيادين إلا البحث عن الرزق في مواقع صيد أخرى، وحملتهم الرياح إلى مصيرهم المحتوم.
 
ونظرًا لطمع وتجبر وانتهاك أصحاب النفوذ القانون، ودخول شركات صيد إيطالية وقبرصية المنطقة الاقتصادية المصرية، فإن فرصة الصيادين تقلصت بدرجة كبيرة في الحصول على الزرق لإطعام ذويهم، فاضطروا إلى الخروج لأعالي البحار باحثين عن الأسماك، بعيدًا عن بلدهم، لعلهم ظنوا أن الغربة أرحم من الوطن فذهبوا يستجدون حرث البحر الغريب؛ لأنه يبدو أن بحار الوطن جفت، وأبت أن تستمر الإسكندرية كعاصمة للصيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق